مارب تقاتل وحيدة، بينما التحالف الضخم الذي يمتلك كل وسائل النصر من طائرات إف16 واباتشي واحدث الطائرات الاستطلاعية المسيرة، الى أحدث الدبابات والمدرعات والمدافع ذاتية الحركة والاسلحة المتوسطة والخفيفة النوعية، يقف هناك بعيدا يتفرج، بل وربما يستمتع.. وأحيانا ينفذ بضع غارات غير مهمة ليس لأجل مارب بل إسقاطا للواجب ومن أجل أن يواصل ناطقه الرسمي الظهور.
غارات التحالف تُدمر آليات للحوثيين لكنها لا تصنع فرقا في المعركة، يحتاج الجيش لغارات توقف هجوما للحوثي او تغطي تقدما للجيش لكنها تذهب عوضا عن ذلك لتنفيذ ضربات لا اهمية كبيرة منها، بل وأحيانا تضرب اهدافا وهمية.
بالمقابل، بينما تقف مأرب وحيدة في مواجهة جماعة استولت على سلاح تشتريه وتخزنه الدولة منذ اكثر من خمسين عاما، الى جانب سلاح ايران، ومساندة ودعم القوى العظمى والمنظمات، نجد الشرعية تغرد بعيدا عن السرب، مسئول في التويتر يندد، وآخر في فيسبوك يناشد، وثالث يحدثنا عن تاريخ وعظمة مارب.. بينما الغالبية العظمي من مسئولينا، لا مع هؤلاء ولا مع أولئك، مشغولين باستخراج قرارات التعيين لاطفالهم حينا وحينا آخر يتابعون أخبار أرباح البنوك المودعة فيها أموالهم واخبار بورصات عقاراتهم في اوروبا وأفريقيا وآسيا.
أما النواب، فرئيسهم لا يعرف من الانتهاكات سوى بيت الوصابي او كما نقلوا له، ولا يدرك حتى اللحظة أنه في موقعه يمثل إرادة شعب، لكن الشعب اصبح الآن على يقين أن رئيس نوابهم يمثل ارادة الإمارات والسعودية وربما لمن يدفع أكثر من دول أخرى.. بقية النواب تفرقوا اشتاتا، قسم يتلقى تعليماته من ابوظبي واخر من الرياض وثالث يناقش أسباب إلحاد الشباب، وقسم رابع وهم قلة يحاولون إصلاح ما أفسدته الشرعية والتحالف.. لكنهم في النهاية قلة لا يملكون أية حيلة.
يا هؤلاء.. يا أيها المعتوهين، المنبوذين، التافهين، المتواكلين، المستثمرين.. يا أيها المتحالفين الفاشلين، مارب لا تقاتل من أجل قطعة أرض مرسومة بحدود إدارية إسمها "محافظة" ولا تدافع عن غاز ونفط وكهرباء صافر، إنها تدافع عن جمهورية الشعب وإرادته وحريته وكرامته، لكن برغم تفاهتكم وخذلانكم ستنتصر .. ستنتصر بدونكم بإرادة وصمود أبنائها.
أنتم جميعا لا تستحقون أن تكونوا فراشين على طرقات مارب، أو ممسحات لمخلفات سكانها.
بقي شيء.. نناشدكم ألا تتحدثوا أبدا في وسائل الاعلام او صفحات التواصل الاجتماعي عن مارب وصمود ابنائها وبطولاتهم.. أبناء مارب يعرفون قدرهم كما يعرفهم ابناء الشعب قاطبة وعندما تتحدثون انتم من فنادقكم ومكاتبكم الفارهة عنهم فإنكم تؤذونهم وتؤذوننا كثيرا.. لا نحس بوجع الخذلان الا عندما نرى منشوراتكم وتصريحاتكم اوعندما نسمع كلمة "التحالف".