تعز قاومتنا جميعاً، منذ جملة هادي سيئة الصيت عن تعز التي "ما تمشي إلا بالدعس"..
قاومت كل التحالفات التي كانت نقيضاً للتوجه الجمهوري، سواء كان صمت هادي أو تحالف الزعيم مع الحوثي، ومن ذات المنطلق تقاوم اليوم الفوضى التي خلقتها ظروف السوء ما بعد توحيد القوى العسكرية والأمنية بيد تحالف الرئيس رشاد العليمي والإصلاح، وأقصد بها ما بعد إخراج قوى أبي العباس واغتيال الشهيد عدنان الحمادي.
في المخا كان نائب رئيس مجلس القيادة يتابع تحركات ضباطه يومياً على قدر الممكن، سمع بلاغاً أن ضابطاً طلب غرفاً مجانية من فندق، فأرسله للسجن مباشرة.
ضعف بعض مجاهدينا الشجعان أمام الظروف، فحاول هذا تملك أرض ليست له، وحاول آخر استخدام منصبه لمناصرة غريم على آخر من المدنيين، واشترى بعضنا أرضاً مختلفاً عليها بين الورثة، وكان القائد يتدخل دوماً بالحسم، الحبس، والعقوبة، والالتزام.
في أرض عامة للدولة، اعتمد عليها مشروع حديقة للمخا، تاجر بعض السماسرة فيها بالأرض، وباعوا لبعض ضباطنا على أمل أنهم سيساهمون في عرقلة إعادة الأرض كملك للدولة، فكان قرار القائد: ابدؤوا بما يدعي الضباط أنها لهم طالما أنها ليست لهم، لا للبائع المدعي، ولا للمشتري، حتى وإن غُرّر به.
دفع القائد مبالغ مالية لوحدات عسكرية كانت تستخدم مقرات حكومية مدنية حتى تخرج منها وتعود المقرات لما أُنشئت من أجله.
لا أقول إن الساحل الغربي يعيش دولة عمر بن الخطاب، بل إن القيادة أدركت أن الخطأ حين يُسكت عنه مرة ومرتين لا يمكن معالجته بعد ذلك.. يُظلم المواطن أولاً، ثم يجد صاحب السلطة نفسه قد أصبح ضحية هو الآخر إن لم يوقف الخطأ.. وهذا ما لم يحدث في تعز. وهذا عقد كل شيء، ويمكن القبول ببعض مبرراته، لكن نتائجه وخيمة جداً.
عانت تعز من سوء نقاش قيادي لوضعها.
يشترك فيه رئيس مجلس القيادة والإصلاح، ولا يصح أن نبرئ أنفسنا كمقاومة وطنية بحكم أن قائدنا هو عضو مجلس القيادة الوحيد الذي يعيش أصلاً داخل تعز، هو وجنوده ومشاريعه التنموية ومشروعه السياسي.
هناك مشكلات بنيوية، هناك أسباب، وهناك إهمال، وهناك استحواذ، وهناك قصور رؤية.. وكل هذه تقاومها تعز اليوم.
وتعز هذه هي كل هذه الأطراف الفاعلة فيها، أحزاب ومنظمات ومجتمع واقتصاد وأحلام وطنية.
لا يمكن معالجة الوضع بكل يوم دورة اتهامات، وكل يوم معركة كلامية..
هذه هي ذاتها وجه من الإهمال والقصور الذي دفع بالأمور إلى مناحي سوء كشف قبحها دم الشهيدة افتهان المشهري، والذي أخرج الجميع ليتبرأ ويدين.
وتعز هي اختبار المعركة شمالاً.. ماذا ستقدم الشرعية من نموذج أمام إب وذمار وصولاً إلى صنعاء إن لم تستطع معالجة وضع أربع مديريات تشكل مدينة تعز اليوم.