معركة اليمنيين مع الإمامة، كفكرة قاتلة، بدأت مع قدوم يحيى الرسي في أواخر القرن الثالث الهجري الذي تسلل من خلال خلافات بسيطة بين قبائل يمنية.
ورغم توقف الحروب والصراعات بين الحين والآخر على مدار القرون الماضية إلا أنه كان توقفاً مؤقتاً ما يلبث أن يبدأ الصراع من جديد، لأن الفكرة ذاتها هي نواة للصراع والعنف وبدون الدم لا تعيش.
حين كان يتوقف اليمنيون عن مقاومة الأئمة كانت دواليب الإمامة تتحرك لتنتج صراعاً بينياً، إمام في صعدة وإمام في خمر وآخر يظهر في كوكبان ليحشد كل إمام بالآلاف من المؤمنين به من اليمنيين ويقاتل بهم خصمه لانتزاع الإمامة منه.
وبدون القضاء على فكرة السلالية وخرافات الولاية والأحقية الحصرية في الحكم فإن دوامة الصراعات ستستمر، وستظل معاركنا مع الإمامة بدون نهاية وهي الآفة التي جعلت اليمن معاقاً وعاجزاً عن التقدم، وجعلت شخصية اليمني أشبه بالمعاق لأنها تقوم على تدمير الذات اليمنية وجعله مستلباً للطبقة التي يحق لها وحدها أن تتعلم وأن تحكم وأن تمتلك المال.
حربنا مع الإمامة بنسختها الحوثية ليست إلا جولة من جولات هذه الحرب الطويلة وغير المنتهية والتي تتجدد كلما وجدت الظروف الملائمة.
كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر محطة من محطات الانتصارات اليمنية المظفرة على الإمامة والتي كانت موعد ميلاد لنظام جمهوري منح اليمنيين حقهم في الحياة وفتح لهم ثغرة في الجدار الذي فرضته الإمامة طوال قرون ليروا النور.
وما الحرب التي يخوضها اليمنيون اليوم إلا حلقة في مسيرة النضال اليماني الطويلة من أجل الحرية والكرامة وبدونهما لا قيمة للحياة.