ربما أن الحسنة الوحيدة التي جلبها الحوثيون منذ خروجهم من كهوف التاريخ واجتياحهم اليمن هي تذكير اليمنيين بمساوئ الإمامة واعادتهم للنبش في التاريخ لمعرفة أصل الجرائم التي نالت من خلالها السلالة من اليمنيين وقد تأسست خلال ما يربو عن ألف عام من الدم.
هي الحسنة التي جعلت اليمنيين يدركون بجلاء أهمية وقيمة ال26 من سبتمبر المجيد الذي أغلق الستار على قرون من تسلط الكهنوت السلالي على رقاب اليمنيين.
غير أن الإجرام الحوثي أكد أنه النسخة الأشد خبثاً وإرهاباً وإجراما وحقارة من العهود الإرهابية الإمامية التي سبقته.
يشير مؤرخون أن عهد السفاح عبدالله بن الحمزة كان الأشد دموية ضد اليمنيين وقد ذبح نحو 120 ألفا منهم من أبناء صنعاء من جماعة الشيخ العالم العارف مطرف بن شهاب بعد أن عارض شهاب، السفاح حمزة في مسألة أن الولاية يجب أن تكون من البطنين واستدل في ذلك بنصوص وشواهد تؤكد أنه من يحكم المسلمين لا يمنع أن يكون من عامة الناس دون الانتماء ل"آل البيت" طالما حكم بكتاب الله، وقد كان شهاب رجلاً تقيا ومتواضعاً ولم يحمل السلاح في حياته قط، وكان مجتهداً مطلعا على علوم الكيمياء والطب إلى جانب معارفه الدينية، مع العلم أن شهاب وجماعته كانوا تابعين للمذهب الزيدي، فقام ابن الحمزة بتدبير حيلة تأديباً لمطرف "بسبب تعديه على نظرية حكم عيال رسول الله"، وقام بدعوة مطرف بن شهاب ومن معه للمناظرة في مسألة الأحقية في الحكم، على أن يكون اللقاء خارج صنعاء ودون سلاح، فصدّق مطرف ومن معه الحيلة وخرجوا يبتغون كلمة حق عند سفاح قاتل، وما إن وصلوا حتى داهمهم مسلحو الحمزة وجزوا رؤوسهم في ذات اللحظة، ودفنوهم بداخل الخيمة التي كان من المفترض الجلوس داخلها للمناظرة، ثم يتحرك بعد ذلك جيش السفاح الحمزة للفتك بالمطرفيين (قبيلة مطرف بن شهاب) وقد أصدر فتوى تكفيرهم فذبح عشرات الآلاف دون مقاومة منهم وقد كانوا آمنين في منازلهم ومزارعهم وسبى نساءهم من اليمنيات على اعتبار ذلك غنيمة حرب وفقاً لفتواه.
غير أن الفداحة في نسخة الإمامة الجديدة أن زعيم الحوثيين حفيد السفاح عبدالله بن الحمزة قالها منذ بدء الحرب "إنها حرب إلى يوم القيامة".. فيما تسببت الحرب حتى الآن بإزهاق أضعاف من قتلهم السفاح الجد.
على أن اليمنيين كافة هم "كفار" ضمن الشعار "أمريكا وإسرائيل"، ولا يعفى من هذه الفتوى الدموية حتى من يناصر الحوثيين من اليمنيين، فالفكر العنصري متأصل في هذه الجماعه منذ وجدت على الأرض اليمنية، لذا فإن من يناصرها إن كان يمنيا هو "كافر " أيضا وخاضع للميكيافلية، ومسألة الإيقاع به اختطافا أو اغتيالا أو تصفية مجرد وقت، والجميع يعلم ماذا حصل للزعيم صالح وقد دخلوا لتصفيته بجيش جرار إلى منزله، رحمه الله، وكان حليفهم وغطاءً سياسياً بحزبه لهم أمام العالم، ثم بعد ذلك المشايخ اليمنيون الموالون لهم وقد اغتالوهم واحداً بعد الآخر في مناطق سيطرتهم وما يزالون، ولم يشفع لهم كل ما قدموه لهم من جهد وإخلاص وتضحية، ثم مؤخراً ما فعلوه بالتهاميين والبعض منهم كانوا ضمن قيادات الصف الأول لهم في الحديدة.
طالما أنت يمني لن يرضى عنك الحوثيون، وإن تعلقت بثياب الحسين ومصيرك الخطف والاخفاء إن لم يكن الإعدام الميداني، امتداداً لإرهاب وجرائم اجدادهم العنصرية ضد اليمنيين.
كل 26 سبتمبر وأنتم بخير..
*نيوزيمن