واجهت ثورة 26 سبتمبر 1962 مؤامرات شتي منذ يومها الأول.. تكالب رجعي عربي واستعماري غربي لوأد أهدافها ال6 وإجهاض مشروعها الوطني، ما استدعى تدخلا مصريا فوريا لتعزيز ثورة الشعب اليمني.
انتكست مرارا خلال نصف القرن الماضي. انكسر شبابها وحددت إقامتها وتم احتواء مفاعيلها_ الوطنية والاقليمية_ باحتشاد رجعي عربي _اسلامي (من السعودية الى باكستان) واستعماري غربي (من اسرائيل إلى أميركا)، لكنها، معنى وقيمة ووعدا، تتكرس، بتعاقب السنوات، كثورة “الوطنية اليمنية” ضد الاستعباد بأقبح وجوهه.
كذلك يتوجب قراءة هذا الاحتفاء التاريخي (الشعبي لا الرسمي) بذكرى ثورة سبتمبر، وهذا الفيض من التقدير لأبطالها وشعرائها وفنانيها، في وسائل الاعلام الجديد، وبخاصة في فيسبوك وتويتر ويوتيوب.
نتذكر بفخر وإجلال الشهيد علي عبدالمغني ورفاقه الأبرار، ولا ننسى أول شهيد مصري في اليمن؛ فخر العسكرية المصرية في حرب السويس نبيل الوقاد، ومن بعده اسطورة الصاعقة المصرية الشهيد عبدالمنعم سند.
هذان اسمان منقوشان في وجدان اليمنيين مثلما أن اسميهما يزينان شوارع وقرى مصر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب؛ قاتلا ببسالة من أجل مستقبل كريم لليمنيين ضد عودة نظام حكم بغيض كان “مسبّة للعصر”، على حد وصف محمد حسنين هيكل.