ليست مجرد رسمة للتسلية أو للسخرية، بل حفر عميقا في ذهنية الهاشمي السلالي. يكفي ساعة واحدة أن تجلس مع إمامي لتعرف حكم المسافة بينك وبينه، تتبادل الحديث لبضع دقائق ستعرف حجم الخدعة التي تعيشها وشربتها كيمني من قرون، بين ما تفكر به كيمني ضمن ثقافة بسيطة مرتبطة ببساطة هذه الأرض وبين ما يفكر به كهاشمي سلالي وافد ينظر لك وللحياة من حولك من علو كأنه نزل من السماء لتوه.
نظرته للحياة ولدين وللمجتمع وللمرأة وللفن، ونظرته إلى الله وإلى الرسول وإلى السلف وإلى الخلف مختلفة تمام الاختلاف، لن تجد قاسم مشترك بينكما سوى في ملامح هذا الهيكل المهترئ المشبع بالحقد عليك وعلى تراثك وتاريخك وكل شيء مرتبط فيك. 
الذهنية الإمامية لها مراتع خاصة تختلف كما وكيفا عن مراتع باقي اليمنيين، يفهم الحياة بطريقة مختلفة لا تشبه باقي البشر من القاطنين على هذه الأرض. تنظر له بعين الاحترام لكنه يبادل الشك والريبة، عندما تكون قويا يخضع لك جناح الذل، وعندما يستقوي عليك كأنك لا تعرفه ولا يعرفك، وكل المودة الزائفة التي بينكما يتنكر لها في ظرف لحظات. 
يعرف السلالي باللؤم والبخل، سجيتان من النادر أن تجد سلالي خالي منهما. واللَّئيم عند العرب: الشَّحيح المهِين النَّفس الخسيس الآباء، فإن كان الرَّجل شحيحًا، ولم تجتمع فيه هذه الخصال قيل له: بخيل.