عبداللطيف المرهبي
مارب عنوان الفجر ومحراب النجاة
الأحد 11 يوليو 2021 الساعة 16:45
ليست صدفة ولا من الغرابة أن تحتل مأرب هذه المكانة العظيمة ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
مأرب الحضارة والعطاء والشجاعة والإباء وقيم العروبة وأخلاق الفرسان.
مأرب التي احتلت مراتب متقدمة ومشرقة في سجلات التاريخ منذ القدم، حضارة وحضورا. وتصدرت قائمة مؤشرات الاقتصاد الوطني مواردا ومخزونا، ومقومات سبل المعيشة لكل اليمنيين، ومن مثل مأرب الزاخرة بالحياة والخيرات.
هي مأرب المبهرة.. في الحضارة أقدم .. وللسياحة معلم .. وللزراعة موسم .. وللثروات منجم.. وللعروبة محزم .. وللعطاء مغرم .. وللإبداع مرسم .. وللمجروح بلسم .. وللعابر ملهم .. وللضيف مكرم.. وللملهوف معصم .. وللمعتدي مأتم .
مأرب الكريمة بنفطها وغازها الذي تمنحه بسخاء ويشعل حياة وأقوات اليمنيين، وطاقتها الكهربائية التي تضيئ لليمن عتمة الليالي الكالحة مدنها وحتى أقاصي أريافها المترامية، وتجود تربتها بما تنبته من الزرع والثمرات لترفد به موائد طعام اليمنيين فواكه وحبوب وخضروات ولحوم مختلف أنواعها، فسلامي عليك يا مأرب ولك منا الوفاء.
كريمة انتِ يا هذه الأرض الطيبة وأنتي تجودين بخيراتك التي وهبها الله لك وفيك وتمنحينها طيبة لكل اليمنيين، ولا تستثني أحدا، فالبعيد يصله خيرك إلى حيث هو كأم حانية على أبنائها، وحين جئناك افواجا بعد ان ضاقت بنا مناطقنا ومدننا في كل اليمن جراء همجية ووحشية ولصوصية وعنصرية المليشيا الانقلابية الحوثية الغاصبة وجدناك خير ملاذ واستقبلتِنا ضيوفا مكرمين.
طوبى لك يا مأرب التاريخ والجمهورية والعزة والصمود وأنتِ تقهرين المستحيل وتلهمين الأحرار في كل وقت وحين،
لك المجد يا مأرب برجالك الميامين الأباة الذين تماسكوا واتحدوا وانتصروا وقت النزال إلى جانب جيشنا الوطني العظيم، وكسروا الحشود والغرور والطموح لمليشيا الإرهاب والانقلاب أمس واليوم وغدا وحتى النهاية.
لك العهد والوعد ممن توافدوا إليك من كل اليمن بعد أن خيم الظلام والإرهاب الحوثي على حياتهم واحتلت مليشيا الانقلاب والإرهاب مناطقهم ومدنهم وكنتِ لهم الملاذ والملجأ والأمان، أن لا يخذلوك وان لا يبخلوا بأرواحهم ودمهم وهم يصدون جحافل الحوثي ويكسرونها على أسوارك.
كبيرة أنتِ يا مأرب ورجالك الشجعان الكرام.. كبيرة والعدو يذوق الموت والنكال كل يوم على تخومك،
قاسية هي الدروس التي تلقنينها العدو الحوثي في كل جبهة وميدان.. إذ لم تكن مليشيا الحوثي وعصابات الخراب وقادة الدجل والخرافة يدركون ما ينتظرهم حال هجومهم عليك يا مأرب النصر، وهاهم زعماء عصابات الإرهاب الحوثي يتجرعون صنيع همجيتهم زعافا وقد ساءت تقديراتهم وخابت أمانيهم،
أولئك الحمقى الذين كانوا يرون مأرب صغيرة في الخارطة .. ها هم يصحون أخيرا ليجدوها فخ لم ينتبهوا له.. لم يعرفوا أنهم في نظرها أصغر وأنها مقبرة المعتدين ونقطة انطلاق نحو اليمن الكبير.