مروان الغفوري
موقف واحد.. في وجه الحوثي
الجمعة 9 يوليو 2021 الساعة 19:30
أيام مجيدة يعيشها اليمنيون على وقع الهزيمة الحوثية في البيضاء.
وباستثناء "السلالة"، بمعرفاتها وألقابها، فكل اليمنيين صوت واحد، موقف واحد، وحلم واحد: أن تنزاح الجائحة اللعينة، جائحة آل بدر الدين وشرف الدين وشامي الدين ومتوكل الدين وجحاف الدين، ومحطوري الدين ... وكل ما خبث واختلط بدين.
أنا أحد اليمنيين الذين لم يروا أهلهم منذ ثمانية أعوام، وما من سبب سوى آل الدين، تلك اللعنة المهداة والسراج الحقير.
سينهزم الحوثيون اليوم أو غدا. يهزمهم اليمنيون بالتقسيط. كل فترة من الزمن يدحرونهم من أرض، من مكان، من جبل. بالأمس حرر البيضانيون تلا اسمه كتف البعير. سيتعلم اليمنيون شيئا فشيئا من أن يؤتى الكتف.
لم يجد خطاب الجمهورية النفع الكثير، وتكفلت لصوصية آل الدين وعنصريتهم بتخليق ما يحتاجه التحرير من غضب وهيجان. سمعت مقاتليين بيضانيين كثيريين يتحدثون عن حماية الدين، الدفاع عن العقيدة، وغير ذلك.
لم أعد استغرب تلك المقولات، تبدو لي حقيقية وجوهرية. يعمل الحوثيون بالفعل على تغيير دين الناس وعقائدهم. فرضوا فقههم، مساجدهم، إمامهم، قرآنهم، نظامهم المالي الديني، وجاؤوا بتاريخ ديني بديل لا نعرف عن كتبه ورجاله الشيء الكثير. وكل بضعة أيام يدهنون صبيتهم بالأخضر ويحتفلون بميلاد إمام من أسمائهم، أو بموته.
تقاتل البيضاء منذ اليوم الأول، وستستعرض عنفوانها ورفضها حتى اليوم الأخير. لم يدحرها الحوثيون، لم يجتاحوها من قبل.
دخللوها متسللين تحت ثلاثة ألوية حرس جمهوري، ولفيف من الشيوخ المناهضين لهادي. تلك جناية اليمنيين على أنفسهم. اليوم يجرب الحوثيون طعم البيضاء لأول مرة. يتبادل المدونون الحوثيون صورا لجنرالتهم السلاليين متوعدين البيضاء بالويل والثبور.
رأيت صورة جنرال سلالي برتبة لواء لا يتجاوز عمره الثلاثين عاما. سقط الحوثيون في كل اختبارات الأخلاق وبناء الثقة. القوة خمرة معتقة قد تودي بصاحبها، والحوثيون شربوا كؤوسهم كلها فأثملتهم. قلت قبل عامين إن الحوثيين إن نجحوا في التحكم بالقوة، وتحولوا من البطش العام إلى القهر الواعي والمدروس فسيثبتون أركان دولتهم. كانت تلك مخاوفي، أن ينجح الحوثيون في اختبار الثقة بينهم وبين اليمني المستسلم. الآن يتركون مرتزقتهم ويفرون بأموال بنوك البيضاء إلى مناطق بعيدة ومجهولة.
هذه جائحة جائعة ولعينة، لا تعرف للأخلاق ولا الرجولة سبيلا. الدرس الماربي ثم الدرس البيضاني، صدقوني لن تذهب هذه الدروس أدراج الرياح. كأن اليمنيين الذين شلتهم الخيانة الشاملة وصدمتهم هزيمة "حرب ليلة واحدة" يستفيقون شيئا فشيئا. لقد فهموا ما حدث، وهم الآن يفهمون ما سيحدث.
المجد للبيضاء، للكهل الحميقاني ذي الرغيف
وللحاجة جميلة آل حميقان وهي تضع البندقية على كتفها، وتصوب قائلة: توكلنا عليك يا ألله.