صعقت وأنا أقرأ ترجمة حسين الحوثي في موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه للدكتور عبدالولي الشميري. فحسين الحوثي خطيب وثائر ومعلم للقرآن وكان مولعا بالعمل الخيري ومساعدة المحتاجين!! شنت عليه السلطة حربا ظالمة فقاتل باستبسال حتى قتل مخلفا حركة تغييرية جهادية قادها والده بدر الدين الحوثي ثم أخوه عبدالملك الحوثي.. الخ.
هذا ما قالته الموسوعة الصادرة قبل عامين عن حسين الحوثي في ترجمة كتبت ربما بعد سقوط صنعاء في ٢٠١٤ إذ تحدثت عن الجنازة العظيمة التي حضرها مئات الآلاف لرفاة الثائر حسين الحوثي في ٢٠١٣!
هكذا يزور التاريخ الذي عشناه دما ودموعا أمام أعيننا ومن قبل أشخاص ليسوا حوثيين ولا متحوثين بل ممن صادر الحوثي ممتلكاتهم وهجر أقاربهم ويمنعهم من العودة إلى وطنهم! وسيأتي دعاة الإمامة غدا وهم يتحدثون عن عظمة وعبقرية وزهد ومظلومية حسين الحوثي فيقولون: وقد شهد له خصومه ومنهم مؤلف موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه الذي كان أحد رجال حكومة الطاغية صالح الذي حارب القائد الشهيد لكنه لم يستطع إخفاء فضائل ابن رسول الله!!.. الخ. تماما كما فعلوا مع جميع ائمة الدجل والكهنوت بدءا من يحيى الرسي وابنه أحمد وحتى يحيى حميد الدين وابنه أحمد الذي للمفارقة امتدحته الموسوعة.
كما امتدحت بدر الدين الحوثي وصلاح فليتة ومن وقعوا على الوثيقة العنصرية للحوثيين وصورتهم علماء زاهدين قضوا حياتهم في الإصلاح بين الناس وتعليمهم الدين.. الخ.
في الموسوعة طوام كبيرة ومغالطات مفضوحة ومؤسفة في تجميل وجه السلاليين ودعاة الإمامة ولا يمكن السكوت عنها وسأعود لها بالتفصيل إن شاء الله. وكلها باختصار تؤكد أننا لازلنا في أول الشوط في صراعنا الطويل مع الإمامة ودعاتها ولا تزال المهمة أمامنا صعبة وشاقة:
يا قافلة عاد المراحل طوال
وعاد وجه الليل عابس!