حركة " #الأقيال " اليمنية تؤسس لواقع صحيح بعيدًا عن الأخطاء التي تلت ثورة سبتمبر الخالدة. فالعنصرية الهاشمية وثقافتها المطعمة بالدم والقتل وشهوة السلطة ودين الإرهاب وقتل اليمنيين واستعبادهم وتوارث ذلك بالجينات يستحيل أن تتخلى عنها عبر سلام مزعوم أو حوار مخادع أو مهادنة تفضي إلى المجهول.
ومالم تعرف الهاشمية السياسية حقيقة الجرم الذي ارتكبته بحق اليمنيين على مدى قرون فإن عودتها واستمرارها في غيرها سيستمر لقرون قادمة، بل إن انتصارها في هذه المعركة الفاصلة قد يقتل الأمل بعودة اليمن إلى حاضرة ومجده لقرون طويلة ولن يرضى بذلك أحد. إن لديها شيء من الخوف أن يصحوا اليمنيين على ثقافتهم الحقيقية وهويتهم الضاربة جذورها في عمق التاريخ، ويستعيدوا مجدهم وهويتهم، وهي إلى جانب ذلك الخوف تقلل من هذا الانبعاث الحضاري اليمني الجديد، ولكنه ستعرف مع الوقت حقيقته وتأثيره.
إن تأسيس الدول عمل ليس سهلًا، والبدء من الهويات الصغيرة طبيعي حصوله وخاصة في لحظات تفتت الدول وانهيارها. كما أن البحث عن هوية جامعة خالية من الشوائب وأخطاء الماضي، والتركيز على أصل الداء هو الأساس الذي قامت عليه أغلب الدول المعاصرة.. من تبحث عن حلول ومستقبل آمن وتمر على أشواك وتختار طرق مليئة بالخوف، وذلك عين ما تقوم به الحركة الفتية "أقيال".
إن الأخطاء التي تقع فيها هذه الحركة ويتصيدها البعض سعيًا لإدانتها وإفشالها في سيرها الدؤوب شيء من الطبيعي حصوله وهي قليلة بالنظرة إلى شرف المعركة التي تخوضها، فلكل من يعمل ويتحرك في وضع غير طبيعي وبين أسرة إرهابية وقاتلة سوف يتعثر كثيرًا وسيقوم بعد ذلك وسيكتب له النصر، وفي النهاية سيغفر لهم شرف الهدف والمبادرة والسعي والتضحية.
ولو أن الآباء فعلوا ذلك لوفروا علينا هذه الدماء الغزيرة التي تسكب وتراق بلا ثمن، فكم من اليمنيين الآن يقاتلون تحت لواء هذه السلالة القذرة.. ومن يعترض اليوم سيعرف الحقيقة غدًا ويكون قد فاته شرف الانتماء، وإن غدًا لناظره لقريب..