خرج ملك الأردن أمس الأول يقول: إن جده من الأب يقصد النبي عليه الصلاة والسلام، قد علمهم التوحد والتراص أثناء الأزمات". فيما لم يتحدث – جلالته - عن جده من الأم؛ وذلك لقصد جلب القداسة الممنوحة كما هو معروف لهذه السلالة وأتباعها في كل مكان.
وبمجرد ذكر هذا الانتساب – للنبي عليه الصلاة والسلام - خلق سيل من الردود والرفض العارم في وسائل التواصل، وهو ما يوحي بأن هناك وعي يتنامى من فترة لأخرى لرفض هذا التزوير (نسبة الهاشميين إلى النبي محمد)، فنحن - في اليمن على وجه التعيين - ندفع ثمن كبير لهذه الفرية التاريخية الكبيرة والتي مع الأسف تورط بها أسلافنا وعززوها في كتب التراث الإسلامي السني قبل الشيعي.
لا يكفي عند المستفيدين من هذه الدعوة الباطلة أن تحشد له الأدلة والنصوص القاطعة كما هو قول الله "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" وهي آية تسقط كل الروايات السنية والشيعية في هذا الصدد بالضربة القاضية وتضعها في سلة المهملات. والسبب؛ عندما تعجز هذه السلالة، على المزاحمة بمواهبها وقدراتها البدنية والعقلية والعلمية أمام باقي الناس تعود إلى هذه الدعاوى الباطلة؛ لتسد النقص وتسجل نقطة على الآخرين بدافع النسب الشريف!.
ولكن، يبدو أن ذلك الزمن الذي كان السلالي الهاشمي يتسيد على الناس بهذه الأباطيل والأكاذيب قد انتهى إلى غير رجعة، لقد سقطت تلك القداسة الهشة وسقطت معها كل تفاصيلها.
جيد أن مستوى الوعي المتنامي اليوم وصل إلى اسقاط كل تلك الكهانة, وتلك الهالة الزائفة والتي صنعت تاريخيًا لأسباب دينية بدوافع سياسية بحته.