اكملت الآن مشاهدة فيديو مروان الغفوري ولأول مرة اشعر ان ثمة تزوير معلوماتي خطير يحدث في اطروحاته ولم تعد مجرد آراء وافكار يقول انها ذات صلة بتناولات ازمتنا المعقدة..
ثمة معلومة تمس الهوية اليمنية في صميمها وفيها تلاعب بالديمغرافيا اليمنية ذكر ان الزيدية في اليمن تقدر ب 40 % من السكان سأقول لكم لماذا هي معلومة خطيرة مع ان الرقم غير صحيح على الاطلاق...
هذا اول مقال اشير فيه الى مروان بالاسم فكم مؤلم الكتابة عن صديق وعن انسان كان له اضافة في الشأن العام اليمني ولا ادري كيف يحدث كل هذا لاتفسير....موضوعي ولا فكري تمكنت من العثور عليه وكان الجدل الفكري بالنسبة لي امر محمود لكن ماحدث في الفيديو الأخير تضمن مغالطات ومؤشرات لمخاطر ليست بريئة على الاطلاق وانا هنا لا اتهم لكن اتحدث عن البراءة بمفهومها الواسع العفوية التي لايترتب عليها مايلحق الاذى بالذات اليمنية في هذا الظرف الجريح
لايوجد تعداد سكاني غير وطني لايوجد تعداد سكاني مذهبي هذا يمس الأمن القومي اليمني والهوية اليمنية التي كافح في سبيلها اليمنيين من اللحظة التي اعادوا فيها تعريف انفسهم كيمنيين لديها روابط قانونية وفق مسلك جمهوري جوهره جمهورية تؤسس لمساواة قانونية ليست بديلا للمساواة الاجتماعية ولكنها مقدمة لها
الزيدية ببعدها السياسي كانت وما تزال مفكرة ما قبل وطنية وابرز المهددات للوطنية اليمنية وبااستثناء جهد فكري يتيم لمحمد عزان كتاب حمل عنوان هاشمية الولاية وقرشية الخلافة لم يحدث ان قدمت الزيدية ذاتها بمعزل عن الميراث الهاشمي القرشي
الزيدية كانت مدفع الهاشمية السياسية التي دكت من خلالها الحصون الذهنية والفكرية وحتى الوجدانية للذات اليمنية اضافة الى ظلت منكمشة ولم تقبل بالآخر حتى بذاتها وهي فكرة فاشية في السلطة وفكرة انتحالية خارج السلطة وتقريبا في المنطقة العربية لايوجد فكرة فاشية نكلت بالآخر على اساس فكري صرف كما فعلت السلطة السياسية للزيدية بالمطرفية والاسماعيلية في محيطها
النسبة التي اشار اليها الغفوري بامكان مقاربة بسيطة ان تدحظها كون الثروة السكانية اليمنية خارج الزيدية وتحديدا المحافظات الثلاث تعز واب والحديدة اضافة الى ان العمق القبلي الجمهوري في المحيط الزيدي فك ارتباطه القسري بالزيدية بعد ثورة سبتمبر فيما لاتزال الاسماعيلية تحتفظ بخصوصيتها الاجتماعية والمذهبية داخل المحيط الزيدي تحتمي ذاتها بعد التنكيل
فيما يتعلق بالتعريفات العجيبة التي قدمها مروان عن السيادة وحديثة عن السيادة القانونية والسيادة الفعلية... الاجتياج لايعبر عن السيادة تحت اي سردية.. والا لكانت سيادة موسليني وفاشيته 1922... 1943 على ايطاليا امر محمود ينظر له المثقفين
ابسط دلالات مبدأ السيادة الشعبية اقترانه بتطبيق بمبدأ الحكم الديمقراطي بصغتيه التوافقيه او الانتخابية، حينما ينتخب المواطنون حاكم للقيام بصنع القرارات نيابة عنهم كون جميع المواطنين من حيث المنطق لايمكن لهم الاجتماع في مكان واحد لممارسة الحكم "
كان مروان صديقي وكان احد المعاني اليمنية الكبيرة في السنوات الأخيرة علميا وابداعيا وان اختلفنا مع تناولاته السياسية.. ووفق تقديري ان رواياته وديوانه الشعري ومقالاته من المعارضة الى الثورة الى المقاومة اضافة الى اسهامه في تطبيق طبيبي كانت كافية لتمنحه الخلود قبل ان يقدم اطروحات لم تعد ذات بعد فكري وسياسي وتحيليلي واصبحت غير بريئة تعمد او لم يتعمد