عبد الناصر المودع
الدعوات الرومانسية لإيقاف الحرب في اليمن
السبت 14 مارس 2020 الساعة 03:19

الدعوة لإيقاف الحرب صادرة عن: حسني نية رومانسيين يريدوا أن يتخلصوا من الوضع الراهن باي ثمن، وفريق يريد أن تنتهي الحرب نكاية بالسعودية كون نهايتها الآن يعني هزيمة للسعودية.
ولكن مالمقصود بنهاية الحرب؟ وفق هؤلاء وأولئك، نهاية الحرب تعني توقف الضربات الجوية ورفع الحصار عن الحوثيين، بمعنى أخر توقف الحرب هو توقف مقاومة الحوثيين، أو مهاجمتهم، والخلاصة أن الدعوة لوقف الحرب عمليا هي دعوة لتمكين الحوثي، وليس لإنهاء الحرب لأن توقف الضربات الجوية ورفع الحصار، سيمنح الحوثي القدرة ليشن حروب أشد ضراوة من حروبه الحالية، فلو توقفت الحرب، بالمعنى الذي اشرت له، اليوم لقام الحوثي من الغد بمهاجمة مأرب ومدينة تعز والمخاء وغيرها من المناطق، وستكون هذه المعارك أكثر دموية من المعارك السابقة، وضحاياها من القتلى والنازحين أكثر بكثير مما سبقها من حروب.
سيقول دعاة وقف الحرب أن وقف الحرب سيتم وفق اتفاقيات وضمانات تمنع قيام الحوثي بشن مثل هكذا حروب. طبعا هذا الكلام غير واقعي وبعيد عن المنطق. فمن سيجبر الحوثي على الالتزام بالاتفاقات؟ سيقول المغفلون المجتمع الدولي، فيما الواقع يقول بأن الحوثي الذي لم تهزمه الضربات الجوية والعزلة والحصار، لن يكترث لأي ضغوط أقل بكثير من تلك، كفرض عقوبات جديدة من مجلس الأمن، أو التهديد بعودة الضربات الجوية والحصار من جديد. 
ووفقا لذلك؛ فإن ما يسمى وقف الحرب يعني عمليا المزيد من الحرب بطريقة أخرى، والأمر الكارثي الذي سيصاحب حرب من هذا النوع أنها ستكون حرب منسية، فكون الحرب ستحدث بين يمنيين فقط؛ فإن الكثير من الأهتمام العالمي بها سيخف كون هذا الأهتمام أتى لأن السعودية طرف فيها وليس حبا في اليمنيين.
رفضي للدعوات المطالبة بوقف الحرب لا تعني بأنني شرير ومستفيد من استمرارها، والعكس هو الصحيح وهو تيقني من أن وقفها الآن وبالطريقة التي يراد لها أن تتوقف بها، يعني المزيد من الدماء والدمار والفوضى.
وقبل أن اختم لا بد من التأكيد على أن الحرب بالطريقة الحالية لن تهزم الحوثي، فلا السعودية وما يسمى بالشرعية مؤهلتان للنصر.
الوضع الحالي أشبه بلعبة استمرارها لا يعني بأنك ستفوز ولكن أنت تمنع خصمك من الانتصار.
الخلاصة أن استمرار الحرب بالطريقة الحالية هو مشكلة لكن وقفها هو كارثة. بمعنى أخر استمرار الحرب اقل ضررا من وقفها.

مقالات
أحمد سيف حاشد
صدقة مجلس النواب!
د. ثابت الأحمدي
تهامة والإمامة.. قصة نضال
د.عبدالوهاب طواف
مشروع المسيرة!
همدان الصبري
التنويم "الكهنوسلالي"... وإدارة التغيير المجتمعي!
همدان العليي
المناطق التهامية.. الوجع الكبير
همدان العليي
عصابة.. هكذا يصف الحوثيون أنفسهم