في الحالة الحوثية العنصرية، لا يهم مسميات النظام: هل هو ديكتاتوري فاشي، أم جمهوري ديمقراطي، ملكي أم انتخابي..؟! فهي مسميات تحت سلطة ظلامية عنصرية.
ما يهم هو: كيف تكون طريقة الحكم في هذا الشعب. فالعصابة الحوثية ستحكم بمسمى الجمهورية اليمنية؛ لكن حكمهم سيكون بالحديد والنار والجهل والظلم!! حكم بأسم الحق الإلهي والديني، كما في المذاهب التي اجتهد بها البشر؛ حكم لا يجوز لغيرهم ولا ينتقل لسواهم!!.
لا علاقة لحركة دينية- تعتقد أنها مرتبطة بالسماء مباشرة- بأشكال ونظم الحكم الأرضية، لأنهم يرون أنفسهم فوق البشر فعلا!..
هذه الفوقية والتميز، هي مشكلة اليمنيين مع هذه السلالة العنصرية، أيًا كان نظام حكمهم أو طريقة استيلائهم عليه؛ بانقلاب أو تراض وتوافق مع دول الجوار!!.
هذه السلالة، التي ارتكبت في حق اليمنيين جرائم تاريخية لا تغتفر، وأخرجت اليمن عن ركب الحياة قرونا طويلة، وعادت لتجهز على سلامه وحلمه بدولة مدنية وجمهورية حقيقية..
معركتنا ليست من أجل تحسين ظروف الحياة مع الحاكم، أو التسليم بوجوده كأمر واقع! معركتنا هي: في نظرته العنصرية للشعب اليمني، التي تصور الشعب وأرضه كأملاك خاصة لهذه السلالة، وفيء في معركة وجودية.
استباحتها لكرامة اليمني، وتصنيفه في طبقية توصمه بالمهانة والذل، فلا يرفع رأسه أعلى من قدمي السيد!!..
استباحتها لأموال وثروات اليمنيين على مر العصور؛ من أيام السمن والبيض البلدي، إلى حق الخُمسّ، ثم نهب الدولة ومقدراتها، وسرقة الجيوب والمتاجرة بالحقوق والاعراض!!..
استباحتها لأرواح اليمنيين في مجازر لا تنتهي، وانتهاكات مستمرة، واعتقالات، وقتل، وتشريد، في سبيل توطين حكمها خلال قرون وحتى زمننا الحالي، بزج الشعب في محارق الجبهات التي ملأت اليمن قبورا في سبيل حكم ولاية السيد وليس في سبيل الوطن!!.
معركتنا معركة كرامة ووجود ضد سلالة متشبعة بأفكار ظلامية جاهلية، لم ينزل الله بها من سلطان!..
معركتنا معركة حرية ضد رقّ مستتر تحت مسمى حكم البطنين والولاية؛ ضد استباحة الحاضر والمستقبل إلى ما لا نهاية..!!
وكل المعارك الوجودية، كرّ وفرّ، ويوم لك ويوم عليك؛ ليس فيها سوى النصر لهذا الشعب الذي يطالب بحريته وكرامته ليس إلا.
الهزيمة فقط، هي القبول بفكر هذه السلالة الظلامية، والاستسلام والتسليم بحكمها كأمر واقع دون مقاومة!! وهي لعمري هزيمة مخزية تمثل أصحابها فقط.
فالحرية والكرامة حق لنا ما بقت فينا دماء وقلوب تنبض.