قبل أيام أتخذت السعودية والولايات المتحدة الأمريكية قرارا بإدراج يمنيين في قائمة الإرهاب. من بين هؤلاء عادل فارع(أبو العباس ). والسؤال المطروح في العنوان يقول أيهما أخطر على أمريكا: أبو العباس الذي يقاتل إلى جانب التحالف وبدعم إماراتي، أم عبد الملك الحوثي الذي يرفع شعار: الموت لأمريكا؟ العقل والمنطق يقولان الذي يشكل خطرا حقيقيا، هو عبد الملك الحوثي. لكن الأمريكان لم يدعوا مجالا للشك أن الحوثية صناعة أمريكية صهيونية الهدف منها حقن المجتمع اليمني بفيروس العنصرية الطائفية.
ولن أجيء بجديد حينما أذكر القارئ الكريم بقصف إسرائيل مفاعل "تموز " العراقي وهو قيد الإنشاء ولم تقصف المفاعلات الإيرانية. إيران التي كانت ترفع الشعار الذي يرفعه الحوثيون اليوم: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل.
ولست بحاجة لتذكير القارئ بأن السعودية والإمارات ومعهما بقية دول التحالف قادوا حربا على اليمن تحت ذريعة إنهاء إنقلاب الحوثيين لكنهم في حقيقة الأمر لم يستهدفوا الحوثيين بقدر ما استهدفوا اليمن بل هذه الدول تدرك أن إنهاء الحرب هو نهاية لهذه الجماعة.
وما زلنا نبحث عن إجابة لسؤالنا: لماذا لم يتم إدراج جماعة الحوثي ضمن قائمة الجماعات الإرهابية؟ وهل عادل فارع أخطر من عبد الملك الحوثي الذي يملك مليشيا مسلحة تفوق مليشيا أبو العباس عدة وعددا؟
لم يعد الحوثيون يخفون عنصريتهم بل أصبحوا يفاخرون بها. فهم اليوم يعتقدون أن المال من حقهم لا من حق أي موظف أو عامل أو مواطن يمني.
ليس هذا الأمر فحسب بل أصبحوا في ظل الشراكة الأمريكية الصهيونية يعتبرون اليمن ملكهم ولا يحق لأحد الحديث عنها.
ومن عجائب الزمن أن يتحدث حمزة الحوثي عن المليشيات وكأن العصابة التي ينتمي إليها جيشا وطنيا. ومثله طاوس ذمار وغيرهم من الجثث المتعفنة التي ألقى بها التاريخ إلى شواطئ حياتنا.
من يسمع حمزة الحوثي الفاجر في الخصومة وهو يدافع عن مصالحهم الذاتية الخاصة متشدقا بالحديث عن القبيلة اليمنية التي لا يريدها هو وجماعته سوى عبيد في مملكة السادة.
إنها عنصرية وقحة تجاهر بل تفاخر بما في إنائها من قاذورات عنصرية لا مثيل لها في عالم اليوم سوى الصهيونية التي لم تعد حريصة على إخفاء وجهها البشع.
إنها جماعة مريضة بالعنصرية ولا تشعر بذلك. في الطب النفسي، حيث لا يعرف المريض النفسي أنه مريض يستفحل المرض ويرتكب المريض أعمال مؤذية حتى في حق نفسه. وهذا ما تفعله هذه العصابة العنصرية لأنها تضخ الكراهية بشكل جنوني مما جعلها عرضة للكراهية والمقت. حينما يأتي أمثال حمزة الحوثي ليبرروا عدوانهم على المجتمع يجعلهم يغرقون في مستنقع الكراهية. وهذا هو المطلوب منهم. أي غرس الطائفية بالقوة.
هكذا وضحت العلاقة بين هذه الجماعة والصهيونية المتخفية خلف الأمريكان لتقدم عبد الملك الحوثي انه يخوض معركة الدفاع عن الوطن. ومن منظور جماعته طالما يخوض هذه المعركة فإن ذلك يستدعي لعق نعله وحذائه وتسمين كرامته التي تمثل كرامة اليمنيين.
هكذا أرادت أمريكا بقاء الحرب لتبقي على هذه العصابة التي لم يستسيغها اليمنيون ولا التاريخ أو العصر.
إن بقاء هذه الجماعة ببقاء الحرب مفتوحة. وإذا ما توقفت الحرب فإنها ستسقط كما سقطت الأصنام من حول الكعبة.
لن يكون اليمني الذي صنع جنة توازي جنة الله وصنع حضارة إنسانية علمت البشرية معنى الإنسانية تابعا لهذه البكتيريا المتطايرة مع غبار الحرب. فهل سيفقه السلفيون والإصلاحيون أن الحديث باسم الله لن يكون إلا في صالح هذه العصابة التي أممت الإسلام باسمها وجعلت الله ضعيفا يحتاج إلى نصرتها فسمت نفسها أنصار الله؟ هل سيعون ذلك ويتركون الدين لله والوطن للجميع ليعيش الشعب اليمني حياته كبقية الشعوب الأخرى؟
المعركة لن تكون مع الحوثي وهذا واضح تماما. ستكون مع السلفيين والإصلاحيين. وهذا واضح من القرارات الأخيرة وملاحقة الإصلاحيين في المحافظات الجنوبية. ولو كان أبو العباس إرهابيا فالأولى أن يحاكم حكام الإمارات لدعمهم الإرهاب؟ ولو أن الإصلاحيين إرهابيين فالأولى محاكمة حكام السعودية لدعمهم الإرهاب؟
أذا كان أبو العباس إرهابيا فلن يكون أخطر من مجرم الحرب عبد الملك الحوثي. وقد طلبت من هذه العصابة في مقال سابق إن كانت صادقة في عدائها لأمريكا وإسرائيل أن تترجم شعارها باللغة الإنجليزية وتخصص برنامجا في قناة المسيرة باللغة الإنجليزية تخاطب به الأمريكان أنها تريد قتلهم.
فهل وعى المغرر بهم كذب هذه الجماعة واستخدامها لشعارات تسوقها لنا لتحرض العالم علينا؟