باختصار شديد ما يحدث الان في محافظة تعز لرفع الحصار الحوثي الجائر عبارة عن جهود وطنية يمنية خالصة، والسبب الرئيسي هو ان المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة أكدوا لنا الآف المرات ألا شأن لهم بالقضايا الإنسانية من منظورنا نحن، ولكن القضايا التي هم يرون انها إنسانية.
قادوا معركة شرسة دبلوماسية من أجل الحديدة ومنعوا دخول الجيش الوطني اليها بدعوى الإنسانية، ثم أقنعونا ان الفخ السويدي المتمثل باتفاق استوكهلم يمكن أن يكون البوابة الحقيقي للولوج الى عالم السلام حيث كان ذلك الاتفاق الوهمي يرتكز على ثلاث محاور منها حصار تعز وكان هناك ملف الاسرى، لم يحدث أي تقدم يذكر في أي ملف غير ان المخصصات المالية للمبعوث الدولي وللفريق الأممي ما زالت تصرف بانتظام الا جانب تسليم وتمكين الحوثيون على الحديدة وبمساندة قوة دولية.
المجتمع الدولي ومبعوثه مارتن لا يأبهون كثيراً لما يحدث في تعز لأنه جزء من اللعبة، وتعز جزء من ورقة الضغط التي يمارسها الحوثيون بدعم مارتن على الشرعية، وما زالت القضية الكبرى المتمثلة بجريمة الحرب كحصار تعز لا ترتقي الى أن يهتم بها مارتن ويسعى لزحزحتها ولو قيد انملة.
مارتن أيضا أصبح يجيد الامتطاء على القضايا الإنسانية وينتظر ما يمكن ان يحدث في تعز، وهل يمكن ان يكون هناك تقدم في هذا الصدد بجهود أبناء اليمن ليأتي مسرعاً هو وزبانيته والصليب الأحمر ليقصوا شريط فتح المعابر، ويكونوا قد أضافوا إنجازا الى انجازاتهم غير الموجودة بعد انجازهم المخيف في استوكهلم.
ما هي المهمة الحقيقة التي أوكلت الى مارتن؟ وهل فعلا يسعى ذلك الرجل الى إيجاد سلام دائم في اليمن، الأكيد لا .. لأنه لا يفكر كثير بالقضايا الإنسانية لأن الأجندات الدولية والإقليمية لها واقع آخر. ما يحدث هو ان المجتمع الدولي بقيادة مارتن يصرون على تثبيت الحوثي كحاكم فعلي في الشمال ولهم اجنداتهم في الجنوب اليمني وهم انفسهم من يعرقلون او يغضون الطرف على كل الجرائم في اليمن، ولا يهتمون الا بنشر التقارير التي تقول ان الوضع الإنساني مزري وسيء بل هو الأسوأ، طبعاً من اجل الحصول على منح مالية اكثر، وفي حال نشر تقارير دولية فيها نوع من المصداقية لا يتم الالتفات اليها بدعوى انها قد تعرقل عملية السلام في العالم وذلك من اجل المزيد من الأموال والمزيد من اهدار الوقت امام فرص فرض سلام حقيقي بقوة السلاح تخدم اليمنين والوضع الإنساني في اليمن.
مارتن يقيض السلام في اليمن وهو ذاته من يبذل كل جهده لوأد القرارات الدولية الخاصة باليمن وخصوصاً القرار 2216 والحقيقة انه حقق نجاحاتٍ كبيرة، كما لا يمكن ان اقول ان الشرعية عاجزة بشكل مطلق الا انها لا تجيد اللعب واستخدام اوراقها التي بدأت بالتلاشي من بين ايديها بسبب فقدها ثقتها بذاتها.
تعز محاصرة من المجتمع الدولي ومن مارتن ومن منسقة الشؤون الإنسانية ومن الصليب الأحمر.
لن تفتح ممرات في تعز خصوصاً ان ما يحدث هو محاولة استجداء واسترحام للحوثيين لفتح المعابر ليصبح صاحب ورقة بيضاء امام المجتمع الدولي انه رفع الحصار عن أربعة ملاين إنسان ما زالت عيون مارتن الزرقاء لا تبصرهم. اعتقد ان أحسنا العمل في الملف الحقوقي فإنا سنضيف مارتن الى قائمة مجرمي الحرب او معرقلي عملية السلام في اليمن لإن إدارته للملف تؤكد أنه طرف في الحرب على تعز خاصة وعلى اليمنين على وجه العموم.