بعد أربع سنوات من الحرب والصراع المسلح في اليمن والذي لم تفلح فيه الأمم المتحدة في تقديم أي نوعٍ من أنواع النجاح الدبلوماسي لوقف رحى الحرب، ولم تنجح أيضاً في المجال الإنساني والإغاثي، (وأقول لم تنجح على أساس أنها حاولت وسعت ولم تنجح)، غير انها من وجهة نظري حتى الان في الجانب الدبلوماسي لم تنجح في فرض أجنداتها التي لا تحقق مصالح اليمنيين ولا مصالح دول الجوار، هي نجحت في المساهمة في إهدار اربع سنوات من عمر اليمن ارضاً وإنسانا، ونجحت ايضاً في الحصول على مليارات من الدولارات يمكن أن تكون ميزانية دولة لمدة أربعة أعوام، وبهذه الأموال استطاعت ان تجلب مزيداً من الدمار من اجل استمرار مزيداً من التدفقات المالية التي خدمة وانعشت سوق المنظمات الدولية التي تنهض وتتقوى وتنتعش في ظل الحروب والمآسي الإنسانية، لهذا تجد ان التسويق الاممي للحروب مهيب فيه الكثير من الإبداع والتفنن في عرض القضايا الإنسانية الملحة والمآسي التي تعتبر هي الركن الأساسي لبقاء المنظمات الدولية الطفيلية في كثيرٍ من الأحوال.
الان وبعد اربع سنوات من الحرب في اليمن والتي لم تنجح فيها الأمم المتحدة في تخفيف حدة الصراع والحرب ولم تنجح أيضا بقصد في تخفيف وطأة المأساة الإنسانية تعالت أصوات المفكرين والإنسانيين الذي يعشقون الإنسانية ويعملون لها دون أن ينتظروا الأجور المالية المخيفة التي يتسلمها نظرائهم في المنظمات الأممية والدولية، وارتفعت أصوات الاحرار والمفكرين والسياسيين والإعلاميين اليمنيين من هول الفساد الاممي في اليمن سياسياً وانسانياً رأينا بعدها أصوات من داخل تلك المنظمات بدأت أيضا ترتفع بنفس صوت المدافعين الصادقين عن حق الانسان في العيش بكرامة، فبدأ المجتمع الدولي بعد فساد مارتن جريفت وفشله في عمله كمبعوث دولي لليمن يسعى لإيجاد حلول مبنية على المرجعيات الثلاث في تغير خططهم، وذلك عن طريق إرسال الوسطاء الدوليين الى القيادة اليمنية الشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي في اليمن، كما قدمت الأمم المتحدة الضمانات التي على أساسها سيستأنف المبعوث الدولي عمله مرة ً أخرى في اليمن من أجل استكمال الخطة التي رسمها المجتمع الدولي لليمن والتي ما زلنا نجهلها حتى الان، إلا اننا ندرك انها لن تكون في مصلحة السلام والأمن الدوليين.
وعلى الجانب الإنساني وبعد فشل المنظمات الدولية العاملة في اليمن من وقف تدهور الوضع الإنساني وشبهات فساد تلك المنظمات ايضاً، وبعد اربع سنوات من النهب المنظم للموارد المالية والمساعدات التي تصل الى اليمن دون إحراز أي تقدم او وقف تدهور الأوضاع الإنسانية، بدأت المنظمات الدولية بالصراخ من وجود نهب للمساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، رغم ان تلك المنظمات الدولية لم تبدي أي شفافية، ولم تكن قادرة على تنفيذ الويات العمل الإنساني والإغاثي في اليمن، ومازالت تحرث لليمن واليمنيين في البحر وتوعدنا بأن الثمار قريباً ستقطف، والكارثة اننا نعلم انها تستمد جودها من مآسينا الإنسانية.
بعد هذا كله انتقل المجتمع الدولي ومنظماته المختلفة الى الخطة البديلة للبدأ بخطوةٍ أخرى في طريق تدمير الإنسانية والقيم الإنسانية في اليمن ومن أجل ذر الرماد على العيون والبداية مرة ً أخرى من نقطة الصفر.
كل التحركات الدولية بعد الضجة حول اتفاق استوكهلم وحول فساد او ضعف أداء من المنظمات الدولية يؤكد ان المجتمع الدولي يسعى وبقوة لتنفيذ اجنداته في اليمن كما يسعى وبقوة الى الاستفادة القصوى من أموالا المانحين لليمن قبل ان تخبو نار الحرب ويخف سعيرها وتنطفئ مشاعل الموت التي يساهم المجتمع الدولي في اثارتها من خلال دعمه المستمر لمنتهكي جرام الحرب في اليمن ولدعمه المستمر للحلول التي لن تكون إلا طريقاً جديدا للقتل والتدمير في مرحلة ٍ لاحقة من الزمن.
اعتقد ان الخطة البديلة للمبعوث الدولي والمنظمات الدولية بدأت بعد عودة مارتن الى ممارسة عبثه في اليمن بعد تطمينات بعثوها لهادي ان العملية ستمضي كما يجب، ولكن ما هو (الذي يجب) في اليمن من وجهة مجتمع دولي يثير الموت ليساهم بعدها في البحث عن الناجين ليقدم لهم المساعدات.