تعمل الأمم المتحدة نفسها غير آبهه بردة فعل اليمنيين تجاه مبعوثها مارتن غريفيث الذي تجاوز كل ابجديات الدبلوماسية والمهنية في اداء عمله في اليمن كممثل لها وقدم نفسه كممثل للحوثيين، ورغم الموقف الرسمي والشعبي من الحكومة الشرعية وقواعدها الشعبية تجاه تجاوزات غريفيث الا ان الصمت كان سيد الموقف حتى رسالة الرئيس هادي الأخيرة التي أشعرتهم بجدية وخطورة الأمر واخرجتهم عن الصمت.
لم تبادر الأمم المتحدة الى استدعاء مبعوثها للمسألة او على الأقل الاستفسار عن حقيقة ما يحدث من رفض للخطوات الاحادية الاخيرة للحوثيين في إعادة الانتشار في ميناء الحديدة، والتي لقت تأييد ومباركة غريفيت حينها ووصوفها بالخطوة الناجحة، رغم اعتراض ورفض فريق الشرعية ووصفها في بيان رسمي بالمخالفة و المتعارضة مع مخرجات اتفاق استوكولهم.
كان الأجدر بالأمم المتحدة الحفاظ على سمعتها التي تنحدر للأسوأ مع مرور الوقت، وان تعمل على إعادة الاعتبار لنفسها ولو من جانب قيمي قد يعيد مكانتها للواجهه في اليمن، وأن تبادر الى عمل مراجعة شاملة وتقييم لأداءها في اليمن من منطلق مواثيقها وتعالج جوانب الاختلالات والاخفاقات والفشل، وأن تقف بشكل مسؤول امام حالة الرفض والاعتراض المستمر من الشرعية لطريقة عملها منذ بداية الحرب بطريقة مخالفة توضح انحيازها مع مبعوثيها السابقين والحالي الى صف الانقلابيين بشكل فاضح ومخجل.
رسالة الرئيس عبدربه منصور هادي ستحرك المياة الراكدة في اروقة الأمم المتحدة وتكشف كل جوانب الخبث والمكر والازدواجية التي تنفذها الأمم المتحدة والمبعوثين التابعين لها الى اليمن، وسوف تحاول مدارة الفضيحة بمواقف قد تبدوا عدائية ومضرة بالحوثيين بالظاهر الا انها في الباطن لن تغير من واقع الأمر شيء، وأقصى ما قد تقدم عليه الأمم المتحدة هو الدعوة الى عقد جلسة حوار بين الشرعية والانقلابيين لمناقشة آلية تنفيذ مخرجات اتفاق استوكولهم ومنح الحوثيين الضوء الأخضر للاستمرار في تحركاتهم الاحادية.