تعج أذهان وأحاديث اليمنيين بتساؤلات لا تخلو من التندر والتعجب من المصير المجهول لمليارات الدولارات التي تتسلمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في اليمن. ولأن المنظمات لا تمتثل لمعايير الشفافية والمسألة فإن اليمنيين لا يمتلكون المعلومات أو الوسائل التي تمكنهم من تكوين رأي شامل أو تشكيل فهم كامل لمصير هذه المليارات والحكم عن ما مدى نجاح أو فشل تلك المنظمات في إدارة هذه الأموال لتحقيق الأهداف المرجوة والمحددة من قبل تلك المنظمات.
ولذلك، أشارك معكم اليوم وثيقة من وثائق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. هذه الوثيقة تفضح حجم العبث وسوء إدارة هذه المنظمات للأموال التي من المفترض أن يتم توظيفها لإنقاذ الشعب اليمني بدلاً من توظيفها لراحة ورفاهية هذه المنظمة أو تلك.
فساد المنظمات الدولية في اليمن: 25 مليار ريال راتب سنوي لثمانية موظفين يعملون في برنامج الأغذية العالمي (وثيقة)
الوثيقة المرفقة تكشف إن برنامج الغذاء العالمي خصص ٢٥ مليار ريال يمني راتب سنوي لعدد ٨ موظفين فقط! هل تتخيل معي أن ٨ أشخاص يستلمون هذا المبلغ راتب خلال العام الواحد؟
الوثيقة هي جزء من تقرير (يمكن تحميله من موقع المنظمة من هنا) ) يتعلق بمشروع توزيع مساعدات غذائية خلال الفترة أبريل ٢٠١٧ - مارس ٢٠١٨ بتكلفة إجمالية تبلغ ما يقارب مليار و ٢٠٠ مليون دولار أمريكي وتم تخصيص ٥٠ مليون دولار تقريباً لتوظيف ٨ موظفين ودفع رواتبهم خلال فترة تنفيذ المشروع وهي عام واحد فقط!
ولو حولنا هذا المبلغ وفق سعر صرف الدولار في العام ٢٠١٧ وهو تقريباً ما بين ٥٠٠ و ٥٥٠ ريال للدولار الواحد لوجدنا أن إجمالي رواتب هؤلاء الثمانية أشخاص يقارب ٢٥ مليار ريال يمني.
ثلاثة من هؤلاء الموظفين هم يمنيين وأما الخمسة البقية فهم أجانب الراتب الشهري لواحد منهم يعادل راتب الثلاثة الموظفين اليمنيين مجتمعة ولكن بسبب غياب الشفافية وتعنت المنظمات عن نشر التقارير، فإننا لا نستطيع إثبات ذلك ولا نعرف إن كانوا هؤلاء الموظفين قد تسلموا هذا المبلغ فعلاً كاستمرار لمسلسل عبث هذه المنظمات أم أنهم لم يستلموها أصلاً كاستمرار لسلسلة فساد برنامج الغذاء العالمي؟