تشتد ويتيرة المعارك في حجور وترتفع أصوات الأسلحة بكافة أنواعها وما زال الصمود والثبات هو المسيطر على رجال ومقاومة حجور رغم أنهم لا يملكون إلا الأسلحة البسيطة التي لا ترقى لمواجهة السلاح الثقيل الذي يقاتل به الحوثيون، الشيء المؤكد أن المعركة أصبحت معركة ثبات معركة قيم ومبادئ لهذا نجد بفضل الله ان الصمود الأسطوري الذي يسطره أبناء حجور هو الذي يفرض حتى الان نمط المعركة فيها، رغم تعدد السلاح الثقيل الذي يستخدمه الحوثيون في تلك المعركة.
نتساءل لماذا حجور؟ ولماذا يصر الحوثيون على كسر وجودها القوي وصلابتها؟ وما هي الجدوى العسكرية من السيطرة على تلك المناطق وهل تستحق ان يضحي الحوثي بخيرة رجاله فيها؟ أسئلة حساسة ومهمة لم يستطع الكثير من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين الإجابة عليها بوضوح، إلا أن الواضح بجلاء أن حجور يمكن أن تكسر هيبة الحوثيون كقوةٍ عسكريةٍ لا تقهر لأنها مسنودة بقوةٍ من السماء وبنصر من الله ولأن الملائكة تقاتل في صفوفهم، طبعاً وهذا ما يلقنونه اتباعهم من أجل شحذ همهم ودفعهم الى محارق الهلاك وهم ينظرون. طبعاً والمجتمع الدولي والإقليمي لا يرغب في كسر هذه الهيبة لأنها السلاح الذي يعتمد عليه في تمزيق اليمن، حجور التي استخدم فيها الحوثيون شتى أنواع الأسلحة حتى وصل بهم الأمر باستخدام الصواريخ البالستية لفرض وجودهم فيها ولإخضاع المنطقة وابنائها للسيد.
هل يمكن لحجور بمرتفعاتها الشاهقة ان تكون ملاذاً آمناً جديداً للحوثيين خصوصاً بعد تطهير أكثر مناطق صعدة؟ بل السؤال هل يمكن ان تكون حجور قاعدة جديدة لإطلاق الصواريخ البالستية على دول الجوار؟ مجرد أسئلة من شخص يبحث عن بعض الأجوبة التي قد نراها واقعاً ان لم نساهم في نصرة حجور وأبنائها.
المجتمع الدولي اليقظ الذي يبحث عن السلام في اليمن هو الذي يهيئ الأجواء للحوثيين لفتح جبهات جديدة في كل اليمن. في الوقت الذي يرضخ الجيش الوطني تحت سلاسل من قيود غبية، وهو المجتمع الدولي ذاته الذي وفر الحماية الكاملة والمطلقة للحوثيين في الحديدة ووفر لهم قوة اممية تمنع تقدم القوات الشرعية لتحرير تلك المدينة البسيطة النائمة على جراحها منذ زمن. ومينائها المسلوب.
اعتقد بانه لا يخفى على أحد أن الكتاب والمفكرين بدأوا بقراءة الوضع بطريقةٍ أخرى وهي ان هناك احتمال لأن تكون معارك حجور عبارة عن حرب استنزاف كما كانت من قبلها كتاف في الجوف، هل يخطط المجتمع الدولي أن يضرب الحوثين بـ (المطاوعة) اياً كانوا وهل سينجح هذا المخطط ومن المستفيد.؟؟
أقول هذا لأن المجتمع الدولي يرى كما رأى سابقاً كيف أن الحوثيون ينتهكون ويقتلون ويقصفون ويدمروا كل ما يقع تحت أيديهم وكل ما لا يستطيعون السيطرة عليه من مدنٍ ومن بشر، وما زالوا يوفروا له الغطاء السياسي من أجل الاستمرار بالحرب ومن أجل تبرعات خطط الاستجابة العمياء التي ساهمت بقتل وتشريد اليمنيين.
لماذا لم تستطع القوات الشرعية أن تقدم شيء وهم الذين لا يبعدون سوى كيلوهات قليلة من أقرب منطقة لهم من تلك المناطق. لماذا لا يسعون لفك الحصار عن حجور والالتحام بهم وكسر شوكة الحوثيين عسكريا لعل بقية القبائل ان تحرك ساكنها وجمودها وان تنفض عن كاهلها غبار الذل والمهانة التي أذاقها الحوثي خلال الأربع سنوات الماضية.
والسؤال الأهم هل ما يحصل عليه الأبطال في حجور من اسلحةٍ عن طريق الإنزال الجوي من الاشقاء في التحالف كافٍ لحسم المعركة أم أنها فقط (تصبيرة) حتى يجهز الجيش الشرعي وينقض كأسدٍ غيور على كيانٍ حوثيٍ مغتصب، اما أن وراء الأكمة ما ورائها. هل سيخذل هادي والجيش الوطني أبناء حجور كما خذلها المجتمع الدولي الذي لم يجد فيها ما يستحق عناء التنديد بقتل الأطفال والنساء وبقصفهم عشوائياً.
نتفق جميعاً أن حرب حجور هي صورة مصغرة لحرب اليمن التي لم تحسم رغم وجود القوة العسكرية والإرادة الشعبية الكافية لتحرير اليمن، لكن المجتمع الدولي ينتصر للإجرام الحوثي أكثر من انتصاره لقضايا الإنسانية، وينتصر للمساعدات الإنسانية أكثر من انتصاره للإنسان الجائع الخائف الجريح الشريد.
الحرب في حجور تعكس دناءة السياسة الدولية في اليمن وتعكس ايضاً الضعف المخيف والترهل بالجيش الوطني الذي لا يستطيع أن يتقدم خطوة لنجدة أبناء حجور لأن هناك قادة عسكرين رضخوا للنعم التي يخشون زوالها.
هي رسالة لكل القبائل التي نرجو أن تتحرك وتنتفض في وجه الحوثيون خصوصاً طوق صنعاء فإن وجدوا ان الشرعية بجيشها الكبير والتحالف ساندوا أبناء حجور وانتصروا في معركتهم ضد الحوثيين فإن كل القبائل ستنتفض في وجه الطغيان الحوثي ويحررون ذاتهم وارضهم من الدنس الذي لوثنا جميعاً وجعلنا من أضعف شعوب الأرض وأقلها مكانة.
*يمن ميديا