مازالت المشاورات التي تهدف الى تنفيذ اتفاق ستوكهلم تجري ومستمرةً دون تقديم أي تقدمٍ ملموسٍ على الأرض، وما زالت الحديدة رهن الاعتقال من قبل الميليشيا الحوثية والأمم المتحدة التي وقفت وبقوة في وجه الشرعية والتحالف، ورفضت رفضاً قاطعاً تحرير المدينة والميناء وصوامع الغلال التي تعتبر مسمار جحا في الموضوع.
غيرت وبدلت في رئاسة فريق الاشراف على إعادة الانتشار لا لأن باتريك كان ضعيفاً او فاشلاً، بل لأنه عرف حقيقة الأمر وأكد أن الحوثيين هم من يعرقلون تنفيذ ذلك الاتفاق.
رئيس فريق مراقبة إعادة الانتشار الجديد السيد مايكل لوليسغارد اتى اكثر مرونة ً في تعاطيه مع الأمر لجهة الحوثيين ولكنه يبدي غضبه تجاه فريق التفاوض الشرعي عندما يطالبون بما يجب أن يكون بناءً على ما تم الاتفاق عليه، لكن الأهداف التي لا نراها بل ندركها هي التي تجعل التعامل من قبلهم مع الحوثيين اكثر مرونة، بل أن الأمر قد يصل لحد التغطية والتضليل على تعطيل الحوثيين للاتفاق، حاولت الأمم المتحدة من خلال مبعوثها الضغط على الحوثيين لينفذوا الاتفاق ولكنهم فشلوا، ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يضغطوا على الحوثيين لأنهم موجودين على الأرض ولديهم اساليبهم واصدقاهم الدوليين الذين يمنحونهم كل الدعم والتغطية الدولية، لكن الشرعية تتعرى للأسف، ومن يسعى دائماً لتعريتها هو المجتمع الدولي من أجل تبيض صفحة الانقلابين وشرعنة وجودهم بحيث يكون التفاوض والمشاورات قائمة على أساس الند بالند والحقيقة انهم تقدموا كثيرا ً بهذا الموضوع.
الواضح ان الشرعية ممثلة فقط بالرئاسة دون الحكومة ورئاستها ثم فرق التفاوض المعين من قبل الرئاسة هم من يتلقون الضغط ويتلقون التهديد الدولي بإعلانهم معرقلين لجهود السلام وإيقاف الحرب في الحديدة بالذات، وهذا يشعرنا بكثيرٍ من الخوف كيف تحولت وتبدلت الأحوال. لا أجد ما يمكن أن يجعلهم في حالة خوف من اعلانهم معرقلين اذا كان الشعب يعلم انهم أصحاب حق كونهم وكلاء الشعب في إعادة ما استولت عليه الميليشيا، لكن ما يثير فضولي هو الدور الذي يجب ان يظهر للتكتلات السياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي يجب ان يكون لهم وقفة جادة مع الشرعية في مواجهة المخطط الدولي لتثبيت الحوثي كقوةٍ سياسيةٍ وعسكريةٍ مفروضة فرضاً على اليمني واليمنيين لتهديد الداخل و الجوار العربي، ماذا قدمت الأحزاب والتكتلات السياسية عموماً من دعم للشرعية، علماً أن اغلب الأحزاب السياسية إن لم يكن كلها أصبحت جزء من الدولة، فقد استطاعوا انتزاع كم هائل من قرارات التعيين من هادي ليساهموا في إدارة البلاد ولكن الظاهر ان من يواجه كل هذا الصلف الدولي هي الرئاسة وفريق التفاوض فقط، اعتقد أنه يجب على كل التكتلات السياسية والحزبية والحقوقية في اليمن أن تثبت وجودها في هذه المرحلة المهمة والحرجة من تاريخ اليمن، وان على هادي كما اصدر قرارات التعيين لهم أن يجمعهم حول طاولته وان يطلعهم عن كثبٍ بخبايا المشاورات، وان يكون لهم صوت قوي وواضح تجاه تللك الممارسات التي تمارس ضد الحديدة وغيرها وان يكونوا سنداً حقيقياً للشرعية بل لهادي الذي لا يتأخر عنهم لحظة، كما انهم هم اجنحة الوطن وهم الذين يمثلون القاعدة الشعبية من خلال احزابهم وصوتهم يعني صوت الشعب.يجب عليهم ان يصطفوا صفاً واحداً خلف الشرعية في مشاوراتها من أجل اليمن ككل، والا يساهموا في التفريط باي جزء من اليمن.
الأحزاب والتكتلات السياسية والحقوقية لهم دور مهم يجب الا ينسوه في مواجهة كل هذا الكم الهائل من الرغبات الدولية في تدمير اليمن وليس في استقرارها وسيتحملون وزر تباطئهم او تكاسلهم او تراخيهم عن أداء واجبهم الوطني عاجلاً ام اجلا، وكما قلتها سابقاً الرئيس هادي يحتاج الى النصيحة والعون لا إلا التطبيل والتزمير والتصفيق ثم استصدار قرارات التعيين الفردية والحزبية ثم تركه يواجه الضغط الدولي منفرداً.
اليمن مسؤولية الجميع أيها القادة ومن يتخلى عن واجبه اليوم فإن الشعب سيلعنه غداً والحديدة ارضنا جميعاً وليست مسؤولية فردأً بعينه فقط.
*يمن ميديا