في 27 / 4 / 2018م وقعت ما تسمى مؤسسة الأسرى والمحتجزين برئاسة هادي هيج ونائبه يحيى محمد كزمان مع ممثلي مليشيات الحوثي على اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين الموضحة بنوده؛ ورغم أنه نص على تنفيذه خلال اسبوع من توقيعه الا انه لم يتم من ذلك شيء..
هناك إشكالات عديدة في الكشوفات المقدمة ومنها ان الحوثيين قدموا اسماء مئات المقاتلين الذين لقوا حتفهم في المعارك لاسيما معارك تحرير الجنوب وكل الجبهات؛ وترك الحوثيون جثثهم للكلاب وقوارض الارض ثم يطالبوا الشرعية والتحالف بإعادتهم الى الحياة وإطلاق سراحهم وهذا ديدن هذه الجماعة التي تأخذ ابناء القبائل وتزج بهم الى المحرقة ثم تخفي مصيرهم ولا تهتم بجثثهم ولا تبلغ اهاليهم بانهم لقوا مصرعهم في مغامرات وعمليات انتحارية، كما ان المليشيا الحوثية تريد مقايضة محاربين وعناصر ارهابية خطرة مقابل مختطفين مظلومين من المواطنين الأبرياء ونشطاء فيسبوك وخطباء ومدرسين ومدنيين معظمهم اختطفتهم من منازلهم ومن الاسواق والطرقات في مناطق سيطرتها في إطار سياستها الاجرامية التي يعرفها الجميع..
من المؤكد ان هناك عوائق كثيرة امام تنفيذ الاتفاق اذ انه من الغير عادل ان تبادل قائد حربي بناشط فيسبوكي وبرغم ان هذا حدث للاسف في كثير من الصفقات البينية الغامضة التي تمت بين جهات معروفة وبين الحوثيين..
قضية الأسرى والمعتقلين قضية إنسانية تهمنا جميعاً ونتمنى ان يتمتع كل مختطف او محتجز بحريته في اسرع وقت وبالأخص أولئك المساكين الذين يقبعون في جحيم الزنازين والكهوف الحوثية بين مخالب الحقد الحوثي السلالي الإرهابي، ونعلم انهم يتلاعبون بهذا الملف ويرتكبون بحق المختطفين ابشع الجرائم كل ساعة وكل يوم وكل ليلة..
الغموض الذي يكتنف هذا الملف والاتفاق وما دار حوله من تفاهمات انتقلت مؤخرا الى طاولة المبعوث الاممي الذي يريد ان يحرز انتصاراً بتنفيذ اتفاق لم يكن له اي جهد حقيقي في انجازه إبتداءً يحتاج تسليط الاضواء ليكن الرأي العام في صورة كل الخطوات التي تمت ومن الذي يعرقل تنفيذ الاتفاق الذي يهم آلاف الأسر المكلومة التي تنتظر بفارغ الصبر عودة ابناء او آباء غيبتهم الحرب ووضعتهم خلف القضبان المجهولة..
المظالم في السجون لا تحصى وبعيدا عن مناقشة حيثيات الاتفاق هناك أسئلة مشروعة ومنها هل الكشوفات التي قدمتها مؤسسة الأسرى التي يرأسها هيج وينوبه فيها كزمان أحصت كل الأسرى والمختطفين بمختلف انتماءاتهم، خصوصا وإنني شخصيا أتلقى رسائل كثيرة من اشخاص يطالبون ادراج أسراهم في كشوفات الشرعية وهنا سؤال هام ايضا وهو هل اشتملت هذه الكشوفات على اسرى ومختطفي المؤتمر الشعبي العام واحداث ديسمبر ٢٠١٧م، وهل المواطن العادي الذي لا حزب له ولا جماعة مدرج في هذه الكشوفات.... الخ.
وبالمقابل فان من الواجب الاعتراف ان هناك سجناء ومحتجزين في مناطق سيطرة الشرعية في الجنوب ومأرب بتهم باطلة او اشتباه ولن يتبناهم الحوثي لانهم ليسوا حوثيين وسيظلون في السجون حتى لو تم تنفيذ هذا الاتفاق..
ولاشك ان ملف الأسرى والمعتقلين والمغيبين ملف مليء بالماسي والمظالم وهو ملف حقوقي وانساني بامتياز لكن الحوثية بشكل ممنهج توظفه في الحرب والسياسة بإسلوب منحط و لا اخلاقي، واذا حسم هذا الامر في المشاورات القائمة في السويد والتي انطلقت اليوم فستكون نقطة لصالح هذه الجولة وراعيها السيد قريفيث.
كما نتمنى من مؤسسة الأسرى إيضاحات اكثر حول كل الترتيبات وشمولية الكشوفات والله من وراء القصد.