حينما غنى شعبان عبد الرحيم أغنيته المشهورة
"أنا بكره إسرائيل" كان يستحضر دولته مصر والتعبير عن حبه لها. بينما الحوثيون حينما رفعوا شعار الموت لإسرائيل كانوا يستحضرون حبهم لإيران وكراهيتهم لليمن. حولوا اليمن من أصل العروبة وقلبها الخافق في الحياة إلى غرفة الإنعاش.
انطلى كذب الحوثيين على الكثيرين في بداية الأمر. وسرعان ما كشفوا القناع عن مشروعهم الطائفي ليجعلوا الموت يتربص باليمنيين من كل جانب بل وسلبوا مافي أيديهم من فتات العيش.
الحوثية مشروع صهيوني ولدت من عباءة المشروع الإيراني المتواطئ مع الصهيونية. هل قرأ أحدكم كتاب التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وإيران، للكاتب الأمريكي تريتا بارسي؟ فهذا الكتاب يكشف العلاقات السرية بينهما. وهل تذكرون الشعار الذي أطلقه الخميني أن الطريق إلى القدس تمر ببغداد فشن حربا عليها. وها نحن اليوم أمام طرق كثيرة تسلكها إيران من صنعاء إلى المنامة إلى دمشق. منذ عام 1979 لم تقدم إيران للقضية الفلسطينية سوى الخطب الجوفاء والشعارات الكاذبة.
أعتقد أن جميعكم يعرف كيف زودت إسرائيل إيران ب 1500 صاروخ أثناء الحرب الإيرانية العراقية والتي عرفت بقضية وتر غيت.
وأزعم أنكم تذكرون أن إسرائيل قصفت مفاعل تموز العراقي وهو قيد الإنشاء ولم تقصف المفاعلات الإيرانية. وبعد مرور ثمانية وثلاثين عاما من الوعيد والتهديدات المتبادلة بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى لم تكن سوى شعارات تطلقها الحناجر عبر الهتافات. لم ينتج من ذلك سوى ضرب العرب. اتفق الجانبان ورفعت أمريكا إيران من محور الشر بالمقابل سحبت إيران شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل من الساحات العامة والمساجد والمدن الإيرانية.
خلال تلك الفترة لم يقتل الإيرانيون بعضهم بسبب الصرخة لأنهم كانوا يضعون مصلحة إيران فوق كل مصلحة.
لقد نسق الإيرانيون مع الأمريكان لإسقاط حركة طالبان في أفغانستان وعلى نفس النسق أسقطوا العراق.
إيران ليس لها علاقة بالمذاهب الشيعية. هي فقط تستخدمها لتحقيق مصالحها القومية الفارسية. هل رأيتم واحد في إيران يضرب نفسه؟ ذلك محرم في إيران لكنه مباح في العراق وغيرها. كما أن الزيدية في اليمن تختلف عن المذاهب الشيعية. وإيران تخشى من المذهب الزيدي لأنه أكثر المذاهب مقارعة لخزعبلات الشيعة. من هنا حرصت على تغذية المليشيات الحوثية لتمزيق النسيج الاجتماعي حتى تتمكن من اختراق اليمن.
أغلب من انضموا للحوثيين بهدف مقاومة العدوان لكنهم لا يعلمون بأن الحوثيين متفقين مع العدوان على تدمير اليمن وتدمير مشروعها المدني الذي كان بدأ يبزغ في المنطقة.
هل يصدق عاقل أن طيران التحالف يقتل أسرة فقيرة بكاملها بينما يترك مليشيات الحوثي تتجمع في عمران وتنظم عرضا مليشاوي داخل العاصمة صنعاء في سرب من السيارات تشبه سيارات داعش.
كيف بطيران التحالف لا يخطئ صالات الأعراس ولا صالات العزاء ولا المصانع والمخازن والمدارس والمستشفيات بينما محمد علي الحوثي زعيم المليشيات يمارس حياته واجتماعاته لمدة ثلاث سنوات دون أن يخطئ طيران التحالف في قصف مقره. أتدرون لماذا؟ لأن الصهيونية تحميه.
على اليمنيين أن يواجهوا هذه الأداة الإيرانية الصهيونية قبل أن تحولهم إلى أعداء يقتلون بعضهم البعض. هذه جماعة عنصرية لا علاقة لها بالحياة. اليمنيون أهل حكمة فلابد من استحضار هذه الحكمة لمواجهة هذا المشروع الفكري الخبيث الذي ظاهره الرحمة وباطنه العذاب.
لقد كان شعبان عبد الرحيم أكثر التصاقا بوطنه مصر بالرغم من سطحية الشعار. بينما كان الحوثيون أكثر تدميرا لليمن بشعارهم الذي تخلت عنه إيران ليرفعوه هم.
علينا أن نقول بصوت واحد السلام لكل اليمنيين ولتعد اليمن إلى الحاضرة الدولية. وليسقط مشروع الموت وكل المشاريع التي ترهن اليمن للخارج أيا كان هذا الخارج.
*من صفحة الكاتب