في مطلع ثورة فبراير وفي شارع الرباط تحديداً وقف أمامي انا والصديق ك كمال حيدرة شاب قمحي البشرة نحيل الجسد له انف يشبه انف بدر شاكر السياب بدون مقدمات عرف نفسه انه حافظ مطير مهندس نفطي من مديرية انس محافظة ذمار ينتمي لثورة فبراير وللمشروع الجمهوري ..
كان يسرد بلا توقف عن الحقول النفطية ونقابة عمال النفط وعن غول الفساد في النفط وكان يتحدث بشكل مرتبك عن الهوية والجمهورية والادب والفكر ومضامين لها علاقة بالشغف اكثر من علاقتها بالمعرفة..
ذات يوم حمل حافظ أوراق كثيرة ووضعها أمامي وقال انها رواية انجزها في وقت قصير عندما اطلعت عليها كان بجانبي كمال قلت له انه عمل جميل لكني لست ناقد ادبي وأنما انا كمتابع ومتصفح للرواية العربية والعالمية لا أعتبرها رواية أراد حافظ حينها ان يطلق عليها أسم" البلاطجة" ابتسم ولم يغضب أو ينفعل.
كان كمال حينها يتهمني بالمؤمن المفرط والمتفاءل بمن لديهم طموح وأبداع بغض النظر كون ذلك الطموح والابداع أصيل وفيه مؤشؤرات عبقرية فنية أو كان ضمن الابداعات الأعتيات و والشطحات التي تخطر في بال الذين لديهم حق مشروع في أن يكون لهم ذات إبداعية بأي صيغة كانت تلك الذات..
كان حافظ وقتها يصغي واحياناً يتعرق ويمسح بجبينه لكن كان من سماته انه مناضل لايتردد في النضال من أجل القضايا التي يؤمن بها وكونه ايضاً يحمل وعي نقابي ضمن رابطة عمال النفط التي دعمها مجلس شباب الثورة أيام كان المجلس يعبر عن الرافعة الطلابية والنقابية وكان يحمل رؤية متقدمة باعتباره الحامل الثوري الذي تخلق من قلب الثورة ونبضها الجريح والمتعثر قبل ان تتعثر الثورة ويتعثر المجلس ونتعثر نحن أفراد وكيانات ..
عندما انطلقت القومية اليمنية كان حافظ من الذين عاشوا بعض مخاضتها الأولية في شارع هائل في غرفة 15 يناير وقبل ان تصبح القومية اليمنية حراك فكري واسع يعبر عن قطاعات شبابية ووطنية واسعة وأصبح للقومية اليمية منبر كبير تجاوز مائة الف في الصفحة التي تعبر عن هذا الحراك الفكري الواسع.
كان حافظ شديد الحساسية تجاه الهاشمية السياسية وتموضعها في مفاصل الدولة الشرعية وبالذات تلك التي تعمل بشكل لوبي أكثر من كونها حالة فردية عفوية متناثرة هنا وهناك أورد مطير بالاسماء الذين يتموضعون داخل بنية الجيش والأمن وفي مواقع بالغة الحساسية وبدأ ت بتكوين لوبي سلالي داخل الشرعية يحاكي اللوبي السلالي داخل الجمهورية بعد سبتمبر وما بعد سبتمبر من خلال الثلاثي المتوكل والشامي والكحلاني وهو الذات اللوبي الراعي لمليشيا الحوثي الممثل الراهن للامامية الهاشمية في اليمن
تم اختطاف حافظ مطير في مأرب والمسؤولية هنا بالدرجة الأساسية تقع في وجه سلطان العرادة الذي وصفه ذات يوم الصديق العزيز مطيع دماج بالنجاشي الذي لايظلم عنده أحد وهنا نحمل اللوبي الهاشمي مسؤولية اختطاف حافظ خصوصاً الولي نائب رئيس هيئة الأركان والمداني والشريف
دافع حافظ عن مأرب كعنوان لاستعادة الدولة وكان احد الذين قاوموا باقلامهم الاجتياح الانقلاب لكنهم اسكتوه ووضعوه في ظلمات معبد الشمس بسبب رأيه وموقفه فما الذي يجري ياايها الملأ في عاصمة أقليم سبأ.
*من صفحة الكاتب بفيسبوك.