فوجئت وأنا اطالع في حساب الزميل همدان العليي.. بمنشور لعضو مجلسي النواب والوزراء امين العاصمه صهر الزعيم.. احمد الكحلاني.. اورد فيه كثيرا من المغالطات وتزييف الحقائق الساطعه كالشمس.. التي لا يمكن لمن كان في قلبه ذرة من حب لوطنه ان تمر وهو يعلم مدى فجورها دون ان يدحضها.. واجدني هنا معنيا بالطبع.. بحديث الكحلاني او افترأءته عما جرى في 21سبتمبر 2014 في العاصمة صنعا وخاصة احتلال ونهب اذاعة صنعا سوا مقرها الرئيسي او محطاتها الواقعة جوار وزارة الاعلام بالحصبه.. استشعارا للمسئولية امام الله وحتي لا تمر هذه الافتراءات مرور الكرام بصفتي شاهد عيان ومعايش لكل احداث وتفاصيل ذلك اليوم.. وبعيدا عن الكلام المنمق والجمل البلاغيه فانني اضع شهادتي هنا باسلوب بسيط باعتباره سردا لاحداث ذلك اليوم .
. في عصر ذلك اليوم المشئوم.. وتحديدا الثالثه والنصف اي بعد الانتهاء من النشرة الثالثة والجولة الاخباريه الاولى
وهي اخر نشرة في ظل الشرعيه .. تم دخول الميليشيات الي مبني الاذاعه.. بعد انذار تلقاه قائد الكتيبة المتواجدة فيها ممن اسماهم مسئولين بالقيادة العليا...يحثوه علي الاستسلام لما سموه الثورة ..او الهجوم.... لم ينتظروا طويلا فما هي الا دقائق حتي حضرت الميليشيات تحت صرختها المعروفه مقتحمة الاذاعه بدون اي اعتراض من احد وفور دخولها استدعت طقما من الشرطة العسكريه لتقوم بطرده فيما بعد، بعد ان نصبت مسئولين من اتباعها في الحارة علي بوابات الاذاعه.. اوقفت البرامج ثم قامت بطرد كل الموظفين.. لتلحق بهم من تبقى من افراد الكتيبه ليخلو لها الجو تماما وتتفرغ بعد ذلك لحصر وتقاسم ما اسمته الغنائم من الاموال والممتلكات العامه المهوله... من اسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفه واطقم حديثة وسيارات وناقلات جند. وذخائر ومواد غذائية وملابس.. وغير ذلك الكثير الكثير.. حيث استمرت عملية النهب ما يقرب من ثلاثة ايام عبر قاطارات كبيرة.. كما قامت تلك الميليشيات بتكسير كل اقفال المكاتب الاذاعيه ومصادرة اجهزتها وكسر كل كاميرات المراقبه(يعني اعدام الشاهد )ونهب كل محتوياتها ..ومصادرة ريسفر الكاميرات
لقد تصرفت الميليشيات في ذلك اليوم تصرف العصابات التي تغير لتقتل وتنهب.. فقط.. دون اي احاسيس وطنيه او قبليه.. مما اثار استياء الكثير حتي ان بعض الزملا لم يتمالك نفسه من البكاء حين راى عبث الميلشيا واهانتها لرمز وطني جمهوري.. وكانه لم يصدح يوما ويتغنى بسبتمبر.. لا صوت يعلو في ذلك اليوم غير صوت الغنائم وهي ترص في قواطر الفيد واصوات تكسير الابواب.. اليوم هنا.. لا وطن ولا جمهوريه.. بل ولا يمن...وما ان اتمت الميلشيات ..جرمها وجريمتها في ثالث ايام السطو والنهب ..حتي احصت عدتها وقامت بتوزيع الاسلحه المتوسطه والخفيفة علي انصارها خاصة في البيوتات المجاورة للاذاعه ..وحتى تدرك اخي القارئ حجم .الغنيمه يكفي ان تعلم ان عدد المسدسات فقط (اكلوك) الجديده التي تم نهبها كما اكد لي احد عناصرهم بلغت ثمان مائه مسدس..مابالك بالمعدات الاخرى.. ايام خمس او ست مرت..ثم عاودنا الحضور لنجد اذاعتنا وساحتها غير تلك التي عرفناها لسنين خالية من اي رمز حكومي او حتي جمهوري.. او حتى اذاعي.. تغير كل شي حتى طباع الزملا.. لقد تنكروا لزمالة طالت نحو عقدين بعد ان ازالوا اقنعتهم وكشفوا عن وجوهمم الحقيقه ..جولة اخري من النهب والسطو طالت الموسسات التابعة للاذاعة والتي تقدر ممتلكاتها بملايين الدولارات.. بل ما تحويه يفوق ثمنه بكثير عما صادروه من المقر الرئيسي الواقع بجوار رئاسة الوزراء.. فبينما كنت اغادر مع احد اتباع الميلشيا في الاذاعه..ذات يوم.. واذا باتصال ياتيه من مسئول في الموسسة العامه للاذاعة والتلفزيون اخذته الحميه الوطنيه.. يشكو له ما قامت به العصابات الحوثيه من نهب لمخازن الموسسة الواقع شرق وزارة الاعلام موضحا ان من بين ما تم نهبه.. اجهزه قياس ارضيه وجويه.. واجهزة رصد وتشويش..وتقوية للبث وغير ذلك غاليه جدا ..طالبا منه التدخل لوقف ذلك العبث.. وعلي الفور توجهنا سويا الي مسرح العمليات.. وفعلا وجدنا القواطر المحمله خارجة من المكان المحدد.. وعندما سأل زميلي هذا الحراس وعرفهم بنفسه..جاهروا بذلك وبكل فخر.. مفيدين انما تم نهبه سيخزن جزء منه في عمران.. والباقي سيرحل الي صعده.. هذا ما تم في تلك الايام ولا صحة مطلقا لما افتراه الكحلاني ان الحوثيين لم يحضروا الا حين غادر الجيش واصبحت المواقع عرضة للنهب.. الصحيح انهم حضروا فاحتلوا.. ثم طردوا لينهبوا وهو ماتم لهم.. والله علي ما اقول شهيد.