أن تشد الرحال إلى مسجد الأشرفية بتعز، ستحس أنك ولجت إلى أحد عصور التاريخ الإسلامي.
في مسجد الأشرفية، ستشم عبق المجد الإسلامي اليماني الخالد، سترى الأروقة العلمية، وتأسرك المشاهد الهندسية البديعة، التي لم يصل في عهدها أي من الأقطار قط.
مسجد الأشرفية في تعز بناه السلطان الأشرف الرسولي عام 1226 ميلادية، وهذا الجامع ذاته كان منارة علم لتدريس العلوم المختلفة، الدين والفقه والطب والفلسفة والرياضيات والكيمياء والعلوم الحربية والعسكرية..
السلطان الرسولي اخترع الاسطرلاب الفلكي وأول من كتب بالنحت بالحروف على الرخام، وأول من أدخل الأصباغ وعمل على تثبيتها في القماش وفي عهده تمت أول زراعة للأرز في اليمن..
السلطان الأشرف ألف كتاب "المعتمد في الطب"، يتألف من ثلاثة أجزاء مدونة بخط يده وفهرس الأمراض فيها تشخيصاً وعلاجاً بالأبجدية.
كانت تعز في عهده منارة اقتصاد وسياسة وعلم وثقافة ومال وأعمال..
هذا الملك حقد عليه الأئمة وكفروه وأطلقوا عليه لقب "معاوية اليمن" ومعروف عنه عبقريته في الخطط العسكرية، حيث لم يدخل معركة إلا وانتصر فيها لذلك فقد سمي بالملك المظفر..
تعرضت تعز لحملات المسخ الإمامي التي تحاول دوماً طمس الكثير من المعالم وتترك فقط أضرحة وقباب السلاليين..
وفي عهد الإمام يحيى ونجله تم تشطيب النقوش الإسلامية البديعة بالنورة البيضاء ليتم إعادتها على ما هي عليه مؤخرا وبعد أن عادت تعز من قبضة الحوثيين.
وقبل ذلك تعرضت تعز لحملة ضارية من قبل نجل شرف الدين تم فيها إعدام نحو 5 آلاف مواطن في يوم واحد لغرض فرض عبارة "حيا على خير العمل" بالقوة، وفقا للباحث السامعي.
في المنهج المدرسي لم يتم التطرق إلى الدولة الرسولية كأعظم دولة في تاريخ اليمن، مثلما عمقوا الحديث عن الأئمة والسلاليين باسم "الأئمة الزيديين" وعلى رأسهم المجرم الرسي الذي رسخوا في ذهن الأطفال أنه "الهادي إلى الحق" رغم فداحة إجرامه في حق اليمنيين هو ونسله ولم يهدِ أحدا إلى الحق وفي اللقب استهانة واستحقار باليمنيين على أنهم كانوا أصحاب ضلالة وهو ونسله من هدوهم رغم أن الدعوة المحمدية حملت على أيدي وقلوب وعقول اليمنيين وكانوا على الإسلام قبل مجيء الدين الإسلامي بحكم أنهم أصحاب كتاب..
الأئمة الجدد يحاولون دوما ضرب كل هذه المآثر الإسلامية لأنها لا ترتبط بهم وأجدادهم وقد نال جامع الأشرفية والمظفر عشرات القذائف المدفعية بشكل متعمد، وما يزالون يلعنون ويحقدون على الرسوليين إلى اليوم لا لشيء، ولكن لأنهم شكلوا أقوى وأشهر دول اليمن المزدهرة ووثقوا ذلك تاريخاً وعلوما نيرة، على عكس الكهنوت الذي لم يورث سوى الجرائم والدم والسلب والنهب وآلاف الكتب لمشجراتهم السلالية للجحرين والبطنين، ومؤلفات في أحكام الوضوء والسحر والشعوذة.
الأئمة الجدد، لم يكتفوا بحذف أي إشارة للدولة الرسولية في المنهج المدرسي، ولكنهم استهدفوا مساجد تعز التاريخية وقبابها ومآذنها، بالقصف والمدفعية، لأنها مآثر حضارية ومنارات علم، ولم تخرج من تحت عباءة السلالية أو روجت لها.
وقبل ذلك استهدفوا الإنسان في تعز خاصة واليمن عامة ولم يسلم من إرهابهم حتى الشجر والحجر في كل بقاع الأرض اليمنية.