قبل عامين وفي لقاء مع الشيخ أحمد الشليف ( أبو جهم)، استمعت منه إلى تفاصيل كثيرة عن الأيام الأولى للحرب وعن تلك الساعات الحالكة قبل انطلاق عاصفة الحزم والتي كان الشيخ الشليف أحد قادتها وأبطالها.
في أول أسبوعين من الحرب التي كانت شرارتها في صرواح سطر أبطال جهم وكل قبائل بني جبر ملحمة وطنية عظيمة، ولعل مايلخص عظيم تلك التضحيات هو استشهاد أربعة أشقاء في يوم واحد وهم أولاد الشيخ أحمد بن مبارك الشليف رحمة الله عليهم.
وفي معسكر كوفل بصرواح كان الشهيد القائد عبدالرب الشدادي قائدا للواء ٣١٢ مدرع، ثلة من أفراد وضباط اللواء ثبتوا مع الشدادي في أشد واقسى الأيام، وقد كان الشدادي رحمة الله عليه يحتوي كل الأفراد والضباط بمختلف انتمائاتهم ومناطقهم.
يقول الشيخ الشليف :
بعد أن تمركز الحوثيون في إحدى المرتفعات المطلة، طلبنا من الشدادي أن يعززنا بدبابة من اللواء وقد كلف الشدادي أحد ضباط اللواء، وكنت أثق بالشدادي وبفراسته في اختيار الرجال لكن كنت أخاف من أن يخوننا ذلك الضابط، ومستغرب ما الذي يجعل هذا الضابط يثبت بهذا الوضع الصعب.
جعلت من يراقبه عن قرب وفي حالة استهدف مواقعنا بالدبابة فليحرقه مباشرة قبل أن يكرر الدانة الثانية.
دخل ذلك الضابط المعركة وكانت ضرباته دقيقة وقاتل بكل شجاعة طوال المعركة، وقد شعرت أنني ظلمته، فذهبت إليه وأعترفت له بذلك واعتذرت منه وكافئته بمبلغ من المال (الشيخ الشليف رجل أعمال سخر كل أمكانيته في معركة التصدي للمشروع الإيراني).
وقد قاتل ذلك الضابط بكل شجاعة وشارك في مئات المعارك خلال سنوات الحرب وكان نموذج للضباط الذين يعملون بصمت وبإخلاص.
ولأننا كنا نود توثيق تلك المرحلة سألت الشيخ الشليف، أريد أن ألتقي بالضابط، أين نجده ؟
أجاب:
حين بدأ طارق صالح بتشكيل حراس الجمهورية توجه ذلك الضابط إلى الساحل الغربي وهو الان قائد كتيبة هناك.... انتهى كلام الشيخ الشليف.
وحكاية ذلك الضباط المخلص لوطنه ولشعبه والذي خاض الحرب في صرواح واليوم يخوض الحرب في الساحل الغربي هي حكاية الباحثين عن نصر لهذا الشعب الذي أذاقته المليشيات الحوثية ألوان العذاب.
ختاما... لم أذكر إسم الضابط لإنني لم ألتق به بعد، ولا أدري هل يسمح لنا بذكر إسمه أم لا.