على امتداد المحاور القتالية في الجبهة الجنوبية ومع غسق كل ليلة من الليال التي مضت تدفع المليشيات الحوثية بمجاميعها نحو جحيم المعارك.
من عدسات الدرابيل الليلية لوحدات إستطلاع الجيش الوطني ترى تلك الأمواج تقترب من حتفها، وإلى جوارك ترى الذخيرة مرصوصة على شراشير المعدلات تنتظر الحشود الحوثية، فيما الرماة في جاهزية واستعداد.
تعود إلى عدسات الدرابيل فترى من وراء الليل المجاميع الحوثية تقترب أكثر فأكثر، القائد يشير لأصحابه دعوهم يقتربوا، تمر دقائق الحذر (وعادة مايسبق المعارك الضارية هدوء حذر )، ولحظة وصول مجاميع العدو إلى المكان المكشوف، يشتعل الجحيم وتعزف العيارات والبنادق لحن الحرب.
تدوي القذائف المدفعية بعنف فلا تدري أهو صوت انفجار القذيفة أم هو صوت هذه الأرض السبئية التي تقاتل بعناد وبسالة، ذلك أن الأبطال بعد أن سمعوا عنف الانفجار الذي كاد أن يقتلهم كانوا أشد صلابة وأكثر ضراوة، فكان عنف الإنفجار كأنه صوت الأرض يبعث الحماسة في نفوس أبطالها وأبنائها .
انفجار آخر بعد ارتطام قذيفة في صخر الجبل الذي يشبه أصحابه وأهله الشجعان، تستمر الحرب وتستمر المعارك العنيفة ممزقة المجاميع والحشود الحوثية.
تراكمت خسائر الحوثيين ليلة بعد ليلة، وبعد خمسة أشهر يعترف الحوثيون بمصرع ١٥ ألف من عناصرهم، بالتأكيد ثمة جرحى آخرين، هو مايعني تدمير ١٥ لواء حوثي خلال خمسة أشهر.
وتدمير ١٥ لواء خلال خمسة أشهر، يعني تدمير لواء حوثي في كل عشرة أيام، وهي أكبر خسارة في القوى البشرية منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.
في مأرب تسمع صوت الأرض وتسمع بنادق الأبطال وتزداد ثقة بالله وبقدرة الأبطال على هزيمة الإمبراطورية الفارسية وهو يوم نراه قريبا ويرونه بعيدا.
*من صفحة الكاتب.