صباح الخميس، دارت معارك ضارية في جبهة الجوبة ما إن تمكن الأبطال من تدمير أول أنساق العدو حتى أُخمِد الهجوم الحوثي وتلاشى، وتمركز أبطالنا في مواقع كان العدو قد وصل إليها، ومع العصر كانت الجبهات في هدوء نسبي.
حين كنا نتنقل بين مواقع الأبطال التقينا بالقائد البطل العميد ذياب القبلي قائد اللواء ١٤٣مشاة، وكعادته بروح قتالية عنيدة وصلابة عسكرية.
أثناء حديثه عن المعركة، وصل أحد المقاتلين وهمس في أذن القائد خبرا، التفت إلينا القائد وبهدوء ورباطة جأش قال: العدو قصف بيت عمي عبداللطيف (البيت في قرية العمود البعيدة من ميدان المعركة بحوالي ٢٠ كيلو متر).
كانت الجبهة لاتزال في هدوء نسبي، حين سألته إن كان هناك شهداء، أجاب لازالوا تحت الأنقاض، فجأة دوى انفجار ثم رصاص كثيف من أحد المواقع، نهض ذياب قائلا: بدأت المعركة... ومضى ورفاقه فوق صدر الحرب فلا وقت للألم ولا للدموع.
ما أعظم هولاء القوم وما أشدهم من محاربين، يركضون في وطيس المعركة متجاهلين الأهل والأقارب الذين دفنهم القصف تحت أنقاض المنزل المدمر، إنها أعظم صور التضحية والصلابة.
عرفت التفاصيل لاحقا أثنى عشر شهيدا رحلوا إلى ربهم في قصف منزل الشيخ عبداللطيف القبلي، كما أنه في معركتي اليومين الأخيرين بمديرية الجوبة، كان الشهداء من جنوب الوطن وشماله وشرقه وغربه، فثلاثة شهداء من محافظة أبين وشهيد من عمران وشهيد من إب وشهيد من تعز وشهيد من قبيلة عبيدة.... رحمة الله عليهم أجمعين.
في جبهات القتال ترى المحاربين بمعنويات وإرادة وعناد، ورغم تقلبات الحرب لكنهم ما لانوا ولا وهنوا، كل ذلك الثبات وكل تلك التضحيات ستتوج بإذن الله بنصر كبير.