واهمٌ من يظن أن معركتنا تتعلق باسترجاع شبر من الأرض أو سقوطه بيد الاحتلال الهاشمي.
معركتنا تجاوزت مساحة من الأرض تنقص أو تزيد لتصبح معركة مصيرية حديّة لها متغير واحد فقط، قيمته محصورة بين  "نكون أو نكون"، وما عدا ذلك لا وجود لها في معادلاتنا القومية.
ومن الخطأ قياس نجاح أي ثورة بمدى النفسيات الانهزامية التي تتوقع الأسوأ دائماً، لكن نجاحها يقاس بإيمان الثائرين بفكرتهم الثورية والأفكار والمبادئ والغايات التي من أجلها قامت هذه الثورة حتى ولو لم تكن القيم المرتكزة عليها منطقية، فما بالك بثورة قامت على قيم ومرتكزات عادلة كثورتنا القومية هذه المنبثقة من روح شعب بأكمله استباح المحتلون إنسانيته لقرون.
الشفقة التي تظهرون بها من أجلنا احتفظوا بها لأنفسكم، فنحن في غنىً عنها، ولا تعنينا بشيء بقدر ما تعني انهزامكم النفسي أمام المتغيرات الطارئة، فمبادئنا ثابتة فيزيائياً لا يمكن أن تؤثر فيها القيم المتغيرة مطلقاً مهما كانت أرقام هذه القيم.
ندرك تماماً معطيات معادلة الصراع الآنية، ونستوعب النتائج لمثل هذه المعطيات، وبمقارنتها بثوابتنا فأن قيمتها الأسّية تساوي صفر دائماً.
سنظل متمسكين بما نؤمن به، وقوتنا تكمن في قيمة ما نعتقده لا ما تنتجه المتغيرات.