أنور العنسي
مستقبل (الكتاب)!
الاربعاء 20 اكتوبر 2021 الساعة 00:11

إنتابني في أواخر ثمانينيات القرن الماضي قلق شديد على مصير مكتبتي التي أسستها بالكثير من كدِّ العمر وجُهد السنين.. كانت مكتبة منتقاة بعناية، كل كتاب فيها يدل على ما يليه.. مراجع، وترجمات عالمية في التاريخ والسياسة والأدب.
حدث ذلك القلق لديّ بسبب بدء استحواذ الإنترنت على سوق المعرفة في ذلك الوقت لتلقي المعلومات على حساب الموروث الهائل من تلك النصوص الورقية.
لن أطيل.. ذهبت إلى أستاذي ونبراسي عبدالعزيز المقالح، الشاعر والفيلسوف والمفكر، سألته، ما هو قدَر الكتاب في القادم من الأعوام؟ فكان رأيه أن الحياة كلها هي (كتاب) سواء من خلال صيغة إليكترونية أو ورقية!
لم أقتنع بذلك تماماً، بل ظلت لديّ أسئلتي، فالتكنوجيا تتقدم بسرعة، وتنتج قدراً هائلاً من المعرفة خصوصاً في الولايات المتحدة والصين واليابان وأنحاء كثيرة من أوروبا.
إتجهت إلى كتاب مهم يحيط بتطور مراحل المعرفة في زمن الإنترنت، الكتاب كان لمؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس الصادر عام 1995 ضمن سلسلة كتب عالم المعرفة التي تبنتها الكويت.
في الكتاب ما يروي عن تطور إمكانات التواصل الإنساني بين البشر، بدءًا بالمراسلات عبر الحمام الزاجل، ثم البريد، فالهاتف، وصولاً إلى البريد الإليكتروني.
اللافت في استعراض جيتس لكل هذه المراحل أن الثراء المعرفي يزداد، لكن حميمية التواصل الاجتماعي تقل يوماً بعد آخر.
ينقسم شباب العالم الجاد والتواق للمعرفة اليوم بين جانبين.. جانب يستهويه الكتاب المرئي كالوثائقيات التليفزيونية على اليوتيوب، وآخر تضطره أبحاثه الأكاديمية للبحث في كبريات المكتبات في النصوص الورقية أو الإليكترونية.
من تجربتي خلال عقود أن نحو ألف نسخة من آخر كتابٍ لي قمت بتوزيعها مجاناً على أصدقاء لم يقرأها أكثر من 10% من الأصدقاء ما بالكم ببقية القراء، ما يعني أن ذائقة الأجيال القادمة أصبحت أكثر ميلاً إلى كل ماهو رشيق ومختصر  وسريع على منصات التواصل الإجتماعي مثلاً، وتحتاج إلى وسائل وأساليب مبتكرة تشدها للتعليم، وتجتذبها إلى ميادين المعرفة.

 

مقالات
همدان العليي
سياسة الانحناء الحوثية والخطاب التحريضي
د.عبدالوهاب طواف
أنفاق الجماعة في جبال صعدة
نبيل الصوفي
ثواني الحادث وألطاف الله الهادرة
نبيل الصوفي
عن مصدر هزائم اليمنيين الأول
كامل الخوداني
مناضلين "فير اند لفلي"
همدان العليي
عن تحريض اليمنيين ضد الأشقاء