خيوط العمالة.. فيلم وثائقي يكشف جرائم خلية إرهابية تعمل لصالح الحوثي وإيران بمارب
الجمعة 4 ديسمبر 2020 الساعة 23:17
يمن ميديا - متابعات

 

كشف فيلم وثائقي وزّعته دائرة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة عن جرائم خلية إرهابية كانت تعمل لصالح مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، بمحافظة مارب، قبل أن يتم القبض عليها من قبل أجهزة الاستخبارات التابعة للجيش الوطني.

وكشف الفيلم أن المدعو “باسم الصامت” وهو من أخطر الجواسيس التي عملت لصالح المليشيات الحوثية، بنقله معلومات مهمة تتعلق بتحركات وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، إضافة لأماكن الاجتماعات السرية وتجمعات قيادات الجيش في محافظة مأرب.

وأثبت الفيلم ضلوع الخلية الإرهابية في جرائم طالت المدنيين واستهدفت منازل وأحياء سكنية، طيلة الأشهر الماضية حتى القبض عليها من قبل الاستخبارات العسكرية.

وأشار الفيلم إلى أن اكتشاف الخلية جاء بعد استهداف المليشيا اجتماع سري لوزير الدفاع واستشهاد مرافقه، واجتماع آخر لرئيس هيئة الأركان، استشهد فيه عدد من ضباط الجيش، إضافة للجريمة الإرهابية التي استهدفت المصلين في مسجد الميل، التي استخدمت فيها المليشيات صاروخاً باليستياً وطائرتين مسيرتين.

وأشار إلى أن أجهزة الاستخبارات العامة للجيش الوطني بدأت بإجراءات مشددة، بحثاً عن خيوط الخيانة، وتوصلت إلى هواتف المشتبه بهم، حتى حصلت على كنز ثمين في هاتف الجاسوس” باسم الصامت”، الذي كشف خفايا مهمة.

والجاسوس” باسم علي عبده الصامت”، جندي، من محافظة ذمار، يسكن في الخسف بمديرية صبر بمحافظة تعز، واعترف بتفاصيل مهمته الإرهابية، وكيفية تجنيده والمتعاونين معه، إضافة لوثائق ومستندات مهمة عثرت في هاتفه.

وكشف "الصامت" أن القيادي في مليشيات الحوثي المدعو “زيد المؤيد” -محافظة ذمار، والذي يعمل ركن اتصالات في كتيبة التدخل التابعة للمليشيات، هو الذي قام بتجنيده، وارتبطت علاقته به أثناء عملية التدريب بذمار، بعد إقناعه بالعمل لصالح المليشيات في محافظة مأرب.

وبعدها خضع "الصامت" للتدريب في صنعاء على يد خبراء الحرس الثوري الإيراني، وأسندت اليه مهمة تكوين خلية تجسس في محافظة مأرب، تعمل لصالح مليشيا الحوثي، وتلقى في صنعاء تعليمات مفصلة من الخبراء الإيرانيين عن آلية العمل معهم، بحسب قوله” أكون أخذ الإحداثيات وأرسلها فقط”.

وأكد الجاسوس “باسم” في اعترافاته أن الخبراء الإيرانيين هم من يديرون القوة الصاروخية التابعة لمليشيات الحوثي، ويديرون عمليات القصف الصاروخي على مارب، مؤكداً أنه التقى باثنين من الخبراء الإيرانيين في أحد الفنادق بصنعاء القديمة، لتكون مهمته بحسب اعترافاته والمستندات التي لديه رصد تحركات قيادات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقيادات الوحدات العسكرية، رصد منصات وأماكن الاحتفالات.

وفي اعترافات باسم عن مرحلة التجنيد أدلى بشهادات خطيرة، تتعلق بحياة المدنيين، في مدينة صنعاء مؤكداً أن كتيبة التدخل السريع التابعة للحوثيين، تتمركز بأسلحتها وذخيرتها في منزل وسط حي الجراف المكتظ بالسكان.

وكان العنصر الثاني في الخلية، العميد ركن خالد محمد صالح الأمير، صبر تعز، ويشغل منصب مدير دائرة المستودعات العامة بهيئة الإسناد اللوجستي، وهو خال الجاسوس الأول “باسم الصامت”، واستغل منصبه كمدير دائرة في الجيش لتسهيل مهمة الجاسوس “باسم”.

وبحكم منصبه عين “باسم” ضابط أمن الدائرة، وسهل تحركاته في قيادة وزارة الدفاع، ورغم كبر سنه ومعاناته من الأمراض المزمنة، إلا أنها لم تمنعه من الخيانة، ووافق على الأمر، بل شجع باسم على ذلك وعقدت بينهما صفقة على تقاسم أرباح الخيانة.

وحاولت مليشيا الحوثي الانقلابية من خلالهما تحقيق اختراق في وزارة الدفاع، ومتابعة تحركات القيادات العسكرية للجيش، لكن عيون ويقظة أجهزة الاستخبارات أفشلت المهمة، وأمسكت بهما.

ونهاية أكتوبر 2019 رفع الجاسوس باسم بتسهيل وتذليل من خاله العميد خالد، إحداثية لاجتماع ضم وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، وعددا من القيادات العسكرية أسفر القصف عن استشهاد مرافق وزير الدفاع النقيب فؤاد المرهبي، وهي العملية التي أعقبتها عملية أخرى استهدف فيها رئيس هيئة الأركان، الفريق الركن صغير بن عزيز، وقيادات عسكرية، أسفر القصف حينها عن استشهاد مجموعة من الضباط.

وحصرت أجهزة الاستخبارات خارطة استهدافات الخلية، بأنها تستهدف الصف القيادي الأول في الجيش والفعاليات العسكرية والمناسبات الوطنية، وهو ما استمر عليه الجاسوس باسم بتسهيل من خاله في تسريب كل ما وصل إليه من معلومات، وتظهر الصور رصد لتحركات الآليات العسكرية ورفعه كل الإحداثيات التي استطاع الوصول إليها. 

كما أسندت مليشيات الحوثي الإرهابية مهمة أخرى للخلية وهي ”رفع إحداثيات منصات واحتفالات تخرج الدفع العسكرية المتخصصة، إلا أن الاحتفالات كانت تحظى بسرية تامة ففشلت في تنفيذ المهمة.

وفي وقت سابق، كشفت الأجهزة الأمنية، خلايا أخرى متخصصة في التفجيرات وغيرها لإقلاق سكينة، تم القبض عليها قبل أن تصل لأهدافها، وهو الفشل الذي جعل مليشيات الحوثي عاجزة عن إحداث أي اختراق لمحافظة مأرب فدفعها إلى تكثيف استهدافها للمدنيين، بالصواريخ ومختلف الأسلحة، والذي سقط على إثرها الأبرياء أغلبهم من الأطفال والنساء.

وهو ما أكده جهاز الجاسوس “باسم” ضمن اعترافاته بأنه أبلغ الخيواني، أثناء التقاط الصور لمنزل البرلماني السوادي، بأنه لا يوجد إلا نساء وأطفال في المنزل، وذلك قبل استهدافه بساعات، في 23 يناير 2020م، إلا أن المليشيات أصرت على قصف المنزل ومن فيه، جلّهم نساء وأطفال.

شاهد الفلم على اليوتيوب:

 

إقرأ أيضاً