حلقة جديدة من برنامج “بالمسند”: الزيود والشوافع.. خطورة التسمية وضرورة الفهم (فيديو)
الأحد 2 أغسطس 2020 الساعة 04:03
يمن ميديا - متابعات

عُرضت، مساء السبت، الحلقة السادسة من البرنامج التنويري السبتمبري “بالمسند”، وكانت بعنوان: الزيود والشوافع.. خطورة التسمية وضرورة الفهم.
الحلقة مميزة وتوضح أساليب الإمامة في ترسخ جذورها باليمن من خلال التقسيم المذهبي (زيود وشوافع)، وهي من أعداد الباحث عادل الأحمدي وتقديم الإعلامي عبدالله إسماعيل.
بدأت الحلقة بالحديث عن الآليات الاجتماعية والسياسية التي اعتمد عليها المشروع الإمامي الكهنوتي لتجذير وجوده. وقال إسماعيل: “اعتمد المشروع الإمامي الكهنوتي في اليمن آليات عدة سياسية واجتماعية، لتجذير وجوده. منها ما هو متعلق بالعادات والمناسبات والموشحات الدينية، ومنها التقسيم الطبقي العنصري لفئات المجتمع، ومنها ما هو متعلق بالمصطلحات كـ”الزيود” و”الشوفع”، و”اليمن الأعلى” و”اليمن الأسفل”، و”أصحاب مطلع”، و”أصحاب منزل”. واستخدام الكراهية كسلاح والزيدية كأداة تسلط.

وأضاف: “لتفكيك دعائم النظرية الوثنية الكهنوتية، لابد من خلخلة عناصرها الأولية، واسقاط خرافاتها الأساسية، وابراز ادوات الكراهية التي استخدمتها تاريخيا وتستخدمها حاضرا للتمكين على حساب المجموع اليمني والأرض اليمنية والتاريخ اليمني، ومن ذلك مصطلح الزيود والشوافع”.

وأكد أسماعيل بأن الإمامة أطلقت “مصطلح الزيود والشوافع لتقسيم اليمن مذهبياً، بطريقة تجعل سكان ما يسمى بقبائل الهضبة، وكأنهم وردوا ضمن تركة الكهنة الرسيين، وتم السعى لتأبيد مثل هذا التقسيم بطريقة جغرافية، يوصف معها كل سكان هذه المناطق بأنهم “زيود”، حتى وإن صارت الغالبية العظمى منهم لا تعرف ما هي الزيدية. ولتعميق مثل هذا التقسيم، جرى تعزيز تمايز في اللهجة، فمناطق ما يسمى “الزيود”، تعطّش “الجيم”، ومناطق ما يسمى “الشوافع”، تقلقل القاف، إضافة إلى بعض الأمارات المذهبية في الأذان والإقامة وغير ذلك”.

وتطرق إسماعيل إلى النتائج الخطرة الناجمة عن تقسيم اليمن مذهبياً: “كان من النتائج الخطيرة لمثل هذا التقسيم، أن بقية المناطق التي تكتوي بخطر الإمامة وعكفتها، من قبائل الشمال، تصنفهم جميعاً بأنهم “زيود”، دون تمييز بين المستبد السلالي والعكفي المغرر به القبيلي، فصار السخط والكراهية يمتد لأبناء تلك المناطق يشكل عام، مع أنهم في الحقيقة، أوائل ضحايا هذه المشروع، وهم وإخوتهم في بقية المناطق اليمنية، كلهم أبناء حمير وكهلان ابنيْ سبأ، العادات نفس العادات والأوجاع نفس الأوجاع. غير أن قدر تلك المناطق أنها صارت الفريسة الأولى للإمامة ومناطق التحشيد التقليدي لها، واستوطنت في بعض أماكنها مجاميع جاءت من طبرستان والديلم، بعضها ذاب تماما في النسيج اليمني ومنها من يقاوم ذلك على اساس سلالي”.

وأوضح أن “حرص الامامة على تقسيم اليمن مذهبيا وجغرافيا قدم دليلا تاريخيا جديدا وواضحاً في صلح دعام العام 1911 بين يحيى حميد الدين والعثمانيين وفيها اشترط يحيى حميد الدين ان يقره العثمانيون على المناطق ما بعد سمارة وكأن هذه لمناطق ارثا شخصيا من اباءه واجداده، لكن هذه المناطق في المقابل أيضاً، كانت في فترات عدة، منطلق الثورات المستمرة ضد الإمامة. ولا توجد منطقة فيما يُسمى “الهضبة”، أو قبائل “الطوق”، إلا ودفعت قوافل من الشهداء على مدى التاريخ وهي تكافح الاستعباد الإمامي”.

وبين إسماعيل أن “ما تسمى بالمناطق الزيدية شهدت ثورات كبرى ضد الإمامة أهمها على سبيل المثال اليسير لا الحصر الثورة الفكرية العارمة التي انطلقت في طوق صنعاء، ابتداء من ذمار وحتى عمران، وهي الحركة المطرفية والتي جاءت بفكرة جواز ان يكون الحاكم من غير بني هاشم ونزعت عن نفسها وفكرها خرافة الزيدية التي تعتمد على شرط البطنين في الامامة كاهم ركائزها، والتي بدونها تسقط خرافة الزيدية والامامية كليا، وفي مواجهة ذلك اباد الطاغية عبدالله بن حمزة مائة الف من المطرفية مع ذراريهم”. لافتا إلى أن “هؤلاء جميعا من مناطق يطلق عليها اعتباطا مناطق الزيدية”.

وأكد إسماعيل بأنه “لا يوجد منطقة فيما يسمى بمناطق الزيود، إلا وفيها أحرار على مدى التاريخ. غير أن هذه المناطق لا تمتلك الوعي الجمعي ضد الإمامة كالذي تمتلكه مثلاً قبيلة مراد، ولهذا يخرج الأحرار فيها كالذهب المصفّى على حد تعبير أحد الباحثين. مشيرا إلى أن “الإمامة اعتمدت تجاه هذه المناطق، برنامجاً تجهيلياً عنيفاً، حيث هدفت إلى جعلها بدوية رغم كونها قبائل حضَر، وحاولت في حقب عديدة، نزعها من الحقل والمحراث، لتجعل أرزاقها في أسنّة رماحها، وصوّرت لها الآخرين غير المؤمنين بـ”البطنين”، أنهم كفار تأويل، حلال دماؤهم وأملاكهم، في تصرف ارهابي مبكر وصورة فجة للكراهية، وعندما تفشل في استثارتها مذهبياً، تعمد لاستثارتها مناطقياً، وعندما تفشل مذهبياً ومناطقياً، تعمل على إذلالها وتجويعها وترهيبها في سبيل تجنيد أبنائها ضمن معارك الزيف والخرافة، ويغضب العنصريون عندما يرون منطقة أو قبيلة في ذلك الإقليم، تخرج عن الطاعة، وتحطم قيد المذلة”.

ولفت إلى أن مما يسقط خرافة الشافعية والزيدية في اليمن أن “اليمنيين لا يدركون ماهيتهما ولا يفهمون الفرق بينهما، فلو سألت 99% ممن يعتبرون زيودا عن الزيدية ما اجابك احد، وبالمقابل ف 100% من الشوافع لا يعرفون ما هو المذهب الشافعي، وهو بذلك ليس أكثر من تقسيم سياسي إمامي بامتياز”.

وشدد إسماعيل على أهمية مكافحة المشروع الإمامي من خلال معرفة بعضنا جيدا وتجاوز الكراهية الذي استخدمته الامامة كسلاح فتاك لخدمتها. “من المهم علينا كيمنيين، ونحن نكافح مشروع الإمامة بنسختها الوثنية الجديدة، أن نعرف جيداً بعضنا، وأن نتخطى الحواجز النفسية التي وضعتها الإمامة لتحول بيننا ومعرفة بعض، وان نتجاوز سلاح الكراهية الذي استخدمته الامامة كسلاح فتاك لخدمتها، فاليمني في رازح صعدة هو اليمني في عيال يزيد عمران، وهو نفس اليمني في حجور حجة، ومطحن وصاب، وكريتر عدن،ويافع لحج وبعدان إب، وقطِن حضرموت، وشرعب تعز، وحديبو سقطرى،وجبين ريمة، وحوف المهرة، وحريب مأرب، وصعيد شبوة، وردفان لحج، ويهر يافع، ورياشية البيضاء، وكوكبان المحويت، وجبن الضالع، وزبيد الحديدة، وصرواح مأرب و حزم الجوف”.

وأوضح إسماعيل في برنامجه أن تسمية “الزيود” جعلت “بعض اليمنيين في المناطق الأخرى، يظنون أن أبناء مناطق شمال الشمال، كلهم على المذهب الزيدي، حتى لو برز فيهم أئمة أعلام في مذاهب أخرى، مع اننا أننا لا نعتبر الزيدية مذهباً فقهياً بل برنامجاً سياسيا لعصابة دجل وشعوذة واستحواذ، فمن داخل سنحان، ظهر إسحق ابن ابراهيم الدبري، الذي كان أستاذاً لمذاهب الأئمة الأربعة. ومن داخل صنعاء ظهر المقبلي وابن الأمير، ومن داخل صعدة ظهر مقبل بن هادي الوادعي، وبالتالي لابد أن نحطم الجدار الذي صنعته مصطلحات الإمامة”.

وبين أن دجاجلة الكهنوت عمدوا إلى “وضع الحواجز أمام اليمنيين حتى لا يعرفوا بعضهم البعض، فسلّط قبيلة على قبيلة، وشجّع قطاع الطرق، حتى لا يتواصل الناس فيعرفوا بعضهم ويتزاوروا ويتصاهروا، إلى أن ساد التوجس وتراكمت انطباعات خاطئة عند أبناء المناطق ضد بعضهم البعض. حتى جاء العهد الجمهوري واجتمع الطلاب اليمنيون من كافة المناطق، في هناجر الكليات العسكرية والمهاجع الدراسية، واكتشفوا أنهم لم يكونوا يعرفون بعضهم كما يجب، وأن انطباعاتهم السلبية السابقة عن بعضهم، كانت صناعة طرف ثالث”. لافتا إلى أنه “قبل أن يأخذ هذا الذوبان المجتمعي دورته الكاملة، أطلت الإمامة من جديد بعد أن أعملت أدواتها في تعطيل مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها في التنوير والإدماج والتثقيف. فأراد الحوثي أن يتباغض اليمنيون مجدداً ويصبحوا حطباً لبقائه”.

وأشار إسماعيل إلى أن اخطر ما في هذا التقسيم “مفردات الكراهية التي تملأ ادبيات الزيدية واستخدامها في المناطق المسماة كذبا بالمناطق الزيدية للتحشيد والتجنيد والتخصيب التقليدي وسحقها بالكراهية التي تؤدي بالمقابل إلى كراهية مضادة، وإنهاء خرافة المناطق الزيدية انهاء لميراث الكراهية في هذا الشعب الواحد الذي يستحق أن يعيش بانسجام وسلام وهو ما حاوله خلال العقود التي تلت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962.
وأكد إسماعيل أن يجب رفض تعميم تسمية الزيود على المناطق الجغرافية لتصبح محصورة فقط في الأسر الهاشمية من اتبا ع الرسي: “لإنهاء هذ المعضلة التاريخية يجب انهاء هذه الاشكال المعرفي وبدايتها انهاء تسمية الزيود ورفض تعميمها على المناطق الجغرافية لتصبح محصورة فقط في الاسر الهاشمية من اتبا ع الرسي، فالامامة جرثومة شطرت هوية الشعب إلى شطري زيود وشوافع، المطلوب الان من الجميع ان يخرجوا من هذه التسميات التي حملت مدلولات نفسية سلبية تجاه بعضهم البعض وتسببت في كوارث في الماضي ويستخدمها الاماميون الجدد اليوم
وختم إسماعيل برنامجه عن الإمامة بالقول: “هي مشروع كراهية، كراهية كل شيء.. مذاهب، أديان، مهن، طبقات، تاريخ.. وكل شي عندها ضحية لكراهيتها. أيها اليمنيون، أن الوقوع في فخ الكراهية والتقسيم المجتمعي خطير وخطير للغاية، ولعل محبة اليمن، ستكون هي البوصلة التي تقود صاحبها لمعرفة واكتشاف الضوء الكامن في كل منطقة. ورحم الله الزبيري حين قال:
أرضنا حميرية العرق ليست أرض زيدية ولا شافعيةْ
وعدوُّ الجميع من يحكم الشعب باسم القداسة العائليةْ.

شاهد تفاصيل الحلقة السادسة من برنامج “بالمسند” كاملة على قناة الإعلامي عبدالله إسماعيل في موقع “يوتيوب”:

 

إقرأ أيضاً