نظمت المنظمات الأوروبية المتحالفة من أجل السلام في اليمن، أمس الأربعاء، ندوة حوارية حول الإرهاب الحوثي وقصف الأعيان المدنية ونقض الاتفاقيات، وذلك على هامش الدورة 44 لجلسات مجلس حقوق الإنسان في المدينة السويسرية جنيف.
وفي الندوة التي رأستها الناشطة الحقوقية الدكتورة أروى الخطابي، تحدث المهندس خالد العفيف رئيس المنتدى الألماني اليمني وعضو المنظمات المتحالفة من أجل السلام في اليمن، عن قصف وتفجير الممتلكات وأثارة الرعب وإرهاب المواطنين والسكان من قبل المليشيات الحوثية كاستراتيجية ممنهجة بدأتها منذ حروبها الست الأولى ضد الحكومة اليمنية.
وقال العفيف إن الإرهاب الحوثي توحش بعد انقلابهم على الدولة في 21 سبتمبر 2014 وسيطرتهم على أسلحة الجيش اليمني واكتساب الخبرات في تطوير المتفجرات والطائرات المسيرة عبر خبراء ايرانيين ومن حزب الله اللبناني والتي صرح بها مسؤولين إيرانيين وزعيم حزب الله حسن نصر الله.
وأضاف العفيف أنه منذ بداية حربها للسيطرة على المحافظات اليمنية، عمدت مليشيا الحوثي على القصف العشوائي المناطق السكنية في المدن والأرياف التي ترفض الخضوع والاستسلام لها، ومع كل هزيمة تتعرض لها هذه المليشيا كانت تقوم بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية والمستشفيات لإرهاب الناس والمقاومة والجيش للرضوخ لأجندته ومشروعها الطائفي. مشيراً إلى أن مدينة تعز كانت أكثر المدن اليمنية تعرضا للقصف العشوائي، ولم تسلم المرافق الصحية من القصف والتدمير فقد أوقف القصف الحوثي ١٨ مرفقا صحيا من بين ٢٠ مرفق بالمدينة.
وأكد أن قصف ميليشيا الحوثي لمدينة تعز ما بين عام 2015 وعام 2018 تسبب بقتل 3000 مدني منهم 630 طفلا و371 امرأة. كما بلغ حجم الدمار الكلي الناتج عن القصف العشوائي 2320 مبنى بيننها 452 ممتلكات عامة و338 مبنى تدمر بشكل جزئي.
وعلى مستوى المدن والمحافظات فقد تم تدمير أحياء كاملة في محافظة عدن ومن خور مكسر والتواهي والمناطق الشمالية من المحافظة جراء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي أثناء محاولة احتلال عدن ومركز محافظة لحج وأبين، بحسب العفيف، حيث تم تدمير معظم الممتلكات العامة وجزءا كبيرا من الممتلكات الخاصة ومازالت اثار الدمار بارزة الى اليوم. كما قصفت الميليشيا خزان ماء في مديرية الدريهمي في الحديدة وهي من المناطق الحارة والتي لا تتوفر فيها المياه بسهوله. وقامت الميليشيا الحوثية بقصف ميناء الاصطياد بمدينة الحديدة، مما أسفر عن سقوط 14 قتيلًا و30 جريحاً أغلبهم من المدنيين.، وفخخت أكثر من 73 جسراً ومجرى للسيول بشبكات ألغام مرتبطة بصواريخ وقذائف في طرق رئيسية تربط مديريات الحديدة لتدمير الطرقات والجسور في المناطق التي تخسرها ولعرقلة تقدم الجيش اليمني ومنع عودة المواطنين.
وأكد العفيف بأنه منذ توقيع اتفاق ستوكهولم تواصل المليشيا الحوثية اعتدائها بالهجوم على المدن الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية وتفجير الجسور وتدمير الطرقات في جرائم تستهدف مرور المساعدات الإنسانية الى المحتاجين خارج مناطق سيطرتها.
وتطرق العفيف إلى تدمير الميليشيا للأعيان الثقافيــة والآثــار التاريخيــة اليمنية بشكل ممنهج، لافتا إلى أن الاعتـداء على الآثار والمخطوطات أو الإضـرار بهـا جريمــة وفــق التشــريع الوطنــي ومخالفــة للقانون الدولي.
فيما تحدث الأمين العام المساعد في الرابطة الانسانية للحقوق الأستاذ مجدي الأكوع عن خرق الحوثي للهدن والاتفاقيات، موضحا أن ميليشيات الحوثي اعتمدت على تكتيك استعادة الانفاس وترتيب الأوراق للانقضاض على الخصوم وكانت وسيلتها لذلك خداع القبائل والحكومة، والآن تمارس نفس التكتيك لخداع المجتمع الدولي فعند كل منعطف تدرك الميليشيات ضعفها تبادر الى المطالبة بالسلام، وبحسن نية تستجيب الأطراف الأخرى لعقد اتفاقيات صلح وإعلان الهدنة غير أنها في كل مره تقوم بنقض الاتفاقيات بمجرد إعادة ترتيب صفوفها.
واستشهد الاكوع بأمثله عديده وحالات متكررة لنقض العهود والاتفاقات وخرق الهدن ابتداءً من الاتفاق على وقف إطلاق النار في منطقه دماج في صعدة مروراً بعمران واتفاق السلم والشراكة ونقضهم وخروقاتهم المتكررة لاتفاق ستوكهولم.
وأكد الأكوع أن النقض المتكرر للاتفاقات والمواثيق أدى الى انعدام الثقة بهذه الجماعة وفقد الأمل بالتوصل معها إلى اتفاق سلام. مطالباً المجتمع الدولي بالتعامل مع هذه الجماعة كمنظمة إرهابية على غرار داعش.
من جانبها، قالت المحامية في مجال حقوق الإنسان إيرينا تسوكرمان عبر برنامج الزوم: "لقد لاحظت أن لدينا وضعًا غريبًا أنه على الرغم من أن المجتمع الدولي لديه معلومات مكثفة توثق مدى مساعدة إيران للحوثيين في الهجمات على المدنيين وتوريد الأسلحة المستخدمة في الهجمات على المدن اليمنية والسعودية، وكذلك ناقلات النفط ومواقع النفط والمطارات، لم يتم اتخاذ أي إجراء. ومع ذلك فإن الدليل على تدخل إيران في تزايد".
وأضافت: "تُظهر العديد من الهجمات على مدن سعودية مختلفة من جازران وأبها إلى الرياض أدلة على الصواريخ المتطورة والطائرات بدون طيار المحملة بالقنابل التي لم يكن بالإمكان إنتاجها في اليمن بدون مساعدة إيران. لقد فشلت وسائل الإعلام في توثيق الانتهاكات العامة لحقوق الإنسان من قبل الحوثيين وكذلك الوضع الإنساني المتدهور".
وأشارت إلى أن الحوثي شن هجوماً قاتلاً على عدن، مما أسفر عن مقتل 32 من أعضاء العرض العسكري اليمني في حين استهدف مسؤولين رفيعي المستوى. مؤكدة أن المجتمع الدولي يدرك جيدًا أن تدخل إيران يسبق الحرب في اليمن لفترة طويلة. "هذه الأسلحة يتم تجديدها بشكل خفي وعلى الرغم من الادعاءات بأن الطريق الصومالي قد تم اغلاقه، يواصل الايرانيون استخدامه لشحنات، وكذلك الطرق البحرية الأخرى في الطريق إلى الحديدة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين.
وأوضحت ارينا، أن الحوثيين تمكنوا من تهريب الأسلحة عن طريق البر وفي الشاحنات إلى الحديدة و تعود هذه الآلية المعقدة إلى فترة طويلة قبل الحرب الأهلية حيث كانت إيران تمول وتسلح وتدرب الحوثيين لسنوات قبل الانقلاب. "وثقت الامم المتحدة أن الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم استردادها من مواقع الهجوم تحمل علامات فارسية أو من نفس طراز ونموذج الأسلحة الإيرانية".
وأكدت على وجوب أن يكون للحوثيين المتورطين في هذه الهجمات عقوبات، ويجب اعتبار الحركة برمتها وكيلًا إيرانيًا وتعيينها كمنظمة إرهابية مثل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، يجب تعطيل تدفق الأسلحة أكثر بقوة، يجب إغلاق طرق التسليم ويجب التعامل مع الحوثيين على أنهم تهديد عالمي، وليس فقط تهديدًا يمنيًا أو سعوديًا أو حتى إقليميًا، لأنهم جزء من شبكة إيران العالمية للوكلاء الإرهابيين وسيكون لهم قريبًا نفوذ عالمي ويهددون دولًا خارج الشرق الأوسط، تمامًا مثل حزب الله والحرس الثوري الايراني.