نبيل الفقيه: ترويج الحوثيين لخرافة الولاية لا يستوعبه العقل البشري
السبت 16 مايو 2020 الساعة 02:08
يمن ميديا- خاص

 

قال وزير الخدمة المدنية السابق نبيل حسن الفقيه، إن ترويج مليشيات الحوثي- والكيانات الشيعية الأخرى المرتبطة بإيران- لخرافة الولاية والادعاء بحق آل البيت لا يمكن للعقل البشري أن يؤمن بها أو أن يستوعبها.

وأشار الفقيه، في مقال له بعنوان "الولاية.. ومفهوم الدولة"، إلى أن "الحوثيين يعتبرون أن ما يميزهم عن غيرهم من اليمنيين هي أن سلالتهم “الطاهرة” التي يدعونها قد منحتهم الحق في الولاية. موضحاً أن الحوثي صوّر “الولاية” "كأصل من أصول الدين، وأهم ركن من أركانه بعد التوحيد والنبوة، على الرغم من أن موضوع الولاية التي يتشدق بها غلاة الشيعة ومنهم الحوثيين تعد ضمن الخلاف التاريخي الذي يمتد لأكثر من 1400 عام، وجر الامة الإسلامية الى مربع العنف والتخلف واراقة الدماء حتي يومنا هذا".

وأضاف أن "جميع الاخبار التي يستخدمها الحوثي في ادعاء الولاية لا تستند لأي سند تاريخي موثق (...) مشيراً إلى أن الحوثيين قد تجاوزوا "وغالوا على الله ورسوله عندما جعلوا الولاية لأهل البيت شرطاً من شروط الإيمان بالله تعالى". وقال: "فكما هو معلوم عند كل المذاهب ان شروط الايمان للمسلم هو حصول اليقين الجازم بأركان الإيمان الستة المذكورة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم،... ولم يرد في كل الاحاديث الصحيحة التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم شرط الإيمان بالولاية لأهل البيت، واذ صح ما يدعيه الحوثيين من ربط للأيمان بولايتهم لأنزل الله في ذلك قرآن يتلى الى يوم الدين، وهو ما لم يحصل فمن اين ربط الحوثيين امر اكتمال الايمان بالتسليم لهم بالولاية".

وتابع: "بعد كل ذلك … هل بات من الواجب علينا الوقوف امام كل ما لا يقبله منطق ولا عقل من الأحاديث التي تتناول خرفة الولاية، خاصة مع وجود مصلحة سياسية في الادعاء بأحاديث الولاية التي يروج لها اتباع الحوثي..".

وطرح الفقيه، في مقاله، جملة من الأسئلة "أمام جميع اليمنيين، وكل إنسان مخير في الإجابة عليها فيما بينه وبين نفسه… هل يمكن ان تحقق الحركة الحوثية للدولة اليمنية الاستقرار والنمو والازدهار؟ وهل الطبقية والطائفية والعنصرية المذهبية التي ينتهجها اتباع الحوثي يمكن ان تقنع اليمنين بسلامة المنهج ؟ وهل يمكن التعايش مع من يدعون الحق الإلهي في الحكم؟ وهل التسليم بولاية الفقيه سيحقق لليمن الاستقرار السياسي المنشود؟"

وأشار إلى أن هذه التساؤلات "تدور في ذهن كل يمني بعد ان شهدنا على مدى سته أعوام من الصراع على السلطة الوجه الحقيقي للحركة الحوثية". لافتاً إلى أن مليشيات الحوثي اعتمدت "أسلوب التضليل والتقى التي تشتهر بها الحركة الشيعية في مختلف دول العالم، فعمد الحوثي على إيهام الناس بأنهم مع النظام الجمهوري ومع الوحدة والمواطَنة المتساوية، وانهم في وجه الفاسدين وسيف لمحاربة الفساد، الى ما هنالك من شعارات وطنية تستخدم للتضليل على الجهال وسلب عقول العوام".

وبحسب الفقيه، فإن الحوثي تعمّد إخفاء "الوجه الحقيقي للحركة الحوثية، وعمد إلى تفريغ مؤسسات الدولة من محتواها من خلال تعيين مشرفين في كل مفاصل الدولة ممن يدينون بالولاء له، واظهر الوجه الحقيقي للعنصرية التي ينتهجها مع أبناء الشعب اليمني، ورسخ مفهوم القنديل والزنبيل، والتابع والمتبوع اعتماداً على سياسة التجهيل والقطرنة والاستعلاء الطبقي". 
وتطرق المقال إلى عمليات التجريف التي مارسها الحوثي في مؤسسات الدولة، "والزم كل موظفي الدولة لحضور الدورات الثقافية والتي يقوم باستقدام عناصره العقائدية لتدريس ملازم حسين الحوثي ونشر الفكر الحوثي مستغلاً حاجة الموظفين لمرتباتهم (...) وقام بتغيير المنهج التعليمي ليتفق وتوجهاته في نشر الفكر الإيراني الاثني عشري، مما شكل تهديداً للنسيج الاجتماعي، وجعل حق الموت لكل يمني يسبق حق الحياة، وفرط في السيادة الوطنية عندما منح الفرصة لمختلف دول العالم للتدخل في الشأن اليمني".

كما تطرق الفقيه في مقاله، إلى مفهوم الدولة- منذ نشأتها- باعتبارها إحدى حقائق الحياة السياسية التي رسخت مبدأ التعايش بين البشر وفق نظام معين يتولى تسيير شؤونهم ويضمن للجميع الاستقرار المعيشي لحياة كل فرد منهم وتحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لافتاً إلى أن "حرية الدين والمذهب تعد من الثوابت التي يجب التوافق الضمني عليها فيما بين أفراد المجتمع في إطار الدولة الواحدة، وان احترام الاسس والمبادئ التي تحترم الانسان لذاته دونما استغلال للدين لتحقيق الأهداف السياسية هو المدخل لاستقرار المجتمع…".

*للإطلاع على المقال من المصدر اضغط هنــــــــــــــــــا

إقرأ أيضاً