انتقد مراقبون استمرار المنظمات الدولية هدر أموال المانحين والمخصصة لمشاريع تنموية واغاثية وسياسية في اليمن. وفي وجه من أوجه هدر الأموال والتربح من القضية اليمنية، عقدت منظمة أوروبية مؤتمر نسوي في القاهرة تجاوزت تكلفته 200 ألف دولار بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الناشطة ع. د. ان المشاركات فوجئوا بالحجز في فندق فيرمونت نايل أحد أفخر الفنادق في القاهرة لمدة أسبوع لكل مشاركة. وتبلغ كلفة الغرفة الواحدة 200 دولار لكل مشاركة ناهيك عن كلفة الرحلات الجوية للمشاركات ومرافقيهم وأكلهم وشربهم وبدل السفر فضلا عن تكاليف طاقم أوروبي كبير من حيث العدد. وأضافت الناشطة التي شاركت في المؤتمر أن غالبية المشاركات هن من نفس الوجوه التي تدعى لكل مؤتمر وتم النقاش حول ذات المواضيع التي تناقش في كل ورشة، الذي غالبا ما يخرج المشاركون بدون نتيجة او أي برنامج عملي. وأشارت إلى الهدر الكبير للأموال وتربح المنظمات الدولية من القضية اليمنية، حيث أن الطاقم الذي حضر لم يكن يعرف شيء عن اليمن ولا يفهم قضاياه ولا يهمه أصلا خروج المؤتمر بأي نتيجة.
ويغلب على أغلب المؤتمرات الدولية تكرار ذات العناوين البراقة مثل "دعم المرأة اليمنية"، "دعم المشاركة النسائية" وخلوها من أي برنامج عملي او نتائج ملموسة، كما تتكرر ذات الوجوه المدعوه التي عادة ما يسيطر عليها العلاقات الشخصية والمصالح المشتركة بين المرشحين والقائمين على هذه البرامج "رشحني هنا، أرشحك هناك".
وتحولت هذه المؤتمرات إلى رحلات سياحية تنفق فيها مئات الآلاف من الدولارت بدعم من الدول المانحة التي تعلن بين الحين والآخر تخصيص مبلغ لدعم اليمن، فيما تذهب هذه الملايين لرحلات سياحية تديرها منظمات أوروبية تحتكر المواضيع والمدعوين والزوايا.
وقد عبر عدد من العاملين اليمنيين في المنظمات عن إحباطهم من سيطرة الجنس الأبيض على قرار دعم العملية السياسية في اليمن والاكتفاء بدور هامشي لليمنيين العاملين، وفرض دائم لطبيعة الندوات والمواضيع التي دائما ما تتسم بالسطحية وتخلوا من البحث والعمل الميداني، لكنها تحقق لهم تربح هائل على حساب الدول النامية.
الناشطة ع. د. التي فضلت عدم نشر اسمها بالكامل لخوفها من حظر كامل على مشاركاتها الخارجية، قالت ان مبالغ كهذه كان الأولى أن تذهب لدعم النازحين أو لمكافحة الألغام او لعلاج الكوليرا بدلا من رحلات سياحية باتت ريحتها نتنة. مشيرة إلى أن تقييم المنظمات هذه الذي يرفع للمانحين يعتمد على تقييم المشاركين أو المشاركات والذي بالطبع يعبرون عن امتنانهم للمبادرة وإعجابهم بالمؤتمر ونتائجه المزعومة والتي إن شملت على شيء إنما شملت على رحلة سياحية و "تغيير جو" مدفوع الأجر كما حصل في مؤتمرات عمان المتعددة وأوروبا المتنوعة.
وكان ناشطون قد أطلقوا حملة #أين_الفلوس #YemenNGOBlackHole لمطالبة المنظمات العاملة في اليمن بالشفافية ونشر تقاريرهم للملأ عملا بالقانون اليمني حق الحصول على المعلومة. وزادت مؤخرا حدة الانتقادات الموجهة للمنظمات العاملة في اليمن واتهامها بالفساد والعبث دون رقابة فيما بات يعرف بـ "اقتصاد الحرب".