مقتل 157 في تحطم طائرة ركاب إثيوبية متجهة إلى نيروبي
الأحد 10 مارس 2019 الساعة 22:58
يمن ميديا - رويترز

 

أعلنت شركة الخطوط الجوية الإثيوبية تحطم طائرة ركاب تابعة لها بعد دقائق من إقلاعها متجهة إلى نيروبي صباح الأحد، مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 157 شخصا وأثار تساؤلات عن مدى أمان الطائرة بوينج 737 ماكس 8 الجديدة وهي من نفس طراز الطائرة التي تحطمت في إندونيسيا في أكتوبر تشرين الأول.

وأقلعت الطائرة المنكوبة يوم الأحد من مطار بولي في أديس أبابا الساعة 8.38 صباحا بالتوقيت المحلي (0538 بتوقيت جرينتش) قبل أن تفقد الاتصال مع برج المراقبة بعد ذلك بدقائق في الساعة 8.44 صباحا.

ونشرت الخطوط الجوية الإثيوبية تغريدة بجوار صورة لمديرها التنفيذي تيولدي جبري مريم وهو ممسك بقطعة من الحطام وسط حفرة كبيرة وقالت ”الرئيس التنفيذي للشركة، وهو الآن في موقع الحادث، يعبر عن أسفه العميق للتأكيد على عدم وجود ناجين“.

وقال المدير التنفيذي في مؤتمر صحفي إن ركابا من 33 دولة كانوا على متن الطائرة من بينها كينيا وإثيوبيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا والصين ومصر والسويد وبريطانيا وهولندا والهند وسلوفاكيا والنمسا وروسيا والمغرب وإسبانيا وبولندا وإسرائيل.

وسعى أقارب الضحايا الذين كانوا يجهشون بالبكاء للحصول على معلومات في مطاري نيروبي وأديس أبابا.

وقالت ويندي أوتينو وهي تبكي بينما كانت ممسكة بهاتفها في انتظار الأخبار ”نحن ننتظر والدتي. نأمل فقط في أن تكون استقلت رحلة أخرى أو تأخرت. إنها لا تجيب على هاتفها“.

والطائرة بوينج 737 ماكس 8 المنكوبة من ذات طراز طائرة ليون إير التي سقطت في بحر جاوة في 29 أكتوبر تشرين الأول عقب إقلاعها من جاكرتا مما أسفر عن مقتل 189 شخصا كانوا على متنها.

ولا يزال السبب في تحطم تلك الطائرة قيد التحقيق.
وقال تيولدي خلال مؤتمر صحفي إن طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية الجديدة لم تسجل أي مشكلة فنية كما أن لقائدها سجل طيران ”ممتاز“.

وأضاف ”استلمنا هذه الطائرة في 15 نوفمبر 2018 وتجاوز عدد ساعات طيرانها 1200 ساعة. وأقلعت من جوهانسبرج في وقت سابق صباح اليوم“. وقال ”ذكر الطيار أنه يواجه مشكلات وأنه يريد العودة“.

* سرعة غير مستقرة
قالت الشركة إن الرحلة (إي.تي 302) سقطت قرب بلدة بيشوفتو التي تقع على بعد 62 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة أديس أبابا وعلى متنها 149 راكبا وطاقم من 8 أفراد.

وقال موقع (فلايت رادار 24) على حسابه على تويتر إن السرعة الرأسية للطائرة بعد الإقلاع لم تكن مستقرة.

وقال مراسل من رويترز في موقع الحادث إن الطائرة أصبحت عبارة عن قطع كثيرة متناثرة واحترقت بشدة، كما تبعثرت ملابس ومتعلقات شخصية على مساحة شاسعة من المنطقة التي سقطت بها الطائرة.

ولم يتضح بعد سبب تحطم الطائرة. وأرسلت شركة بوينج تعازيها لأسر الضحايا وقالت إنها مستعدة للمساعدة في التحقيق.

وهذا هو ثاني حادث تحطم في الآونة الأخيرة لهذا النوع الحديث من طائرات بوينج الذي دخل الخدمة في عام 2017. وبوينج 737 هي أكثر طائرات الركاب الحديثة مبيعا ومن أكثرها كفاءة.

وركز تقرير مبدئي بشأن حادث تحطم طائرة ليون إير في أكتوبر تشرين الأول على إجراءات الصيانة التي تتبعها الشركة وتدريب الطيارين ونظام تفادي توقف المحركات عن العمل الخاص ببوينج، لكنه لم يوضح سبب تحطمها. وبعد ذلك تم العثور على الصندوق الأسود للطائرة ومن المقرر صدور تقرير نهائي عن الحادث هذا العام.

* معاناة ذوي الضحايا
انتظر كثير من ذوي الضحايا في مطار نيروبي عند البوابة لساعات دون الحصول على معلومات من سلطات المطار. وعلم بعضهم عن تحطم الطائرة من الصحفيين.
وقال روبرت موتاندا (46 عاما) الذي ينتظر زوج أخته القادم من كندا لرويترز في الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي ”لا.. لم نر أحدا من شركة الطيران أو المطار... لم يخبرنا أحد بأي شيء.. نحن نقف هنا فحسب ونأمل في الأفضل“.

ولم يصل مسؤولون كينيون للمطار حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا بالتوقيت المحلي أي بعد نحو خمس ساعات من سقوط الطائرة.

وقال جيمس ماتشاريا وزير النقل الكيني إنه علم بوقوع حادث التحطم عبر تويتر.

ونُقل أقارب الضحايا إلى فندق شيراتون في نيروبي لكنهم قالوا إنهم لم يتلقوا أي معلومات من موظفي شركة الطيران حتى الآن رغم مرور ثماني ساعات على وقوع الحادث.

* شركة الخطوط الجوية الإثيوبية
تقع مسؤولية قيادة التحقيق في حادث التحطم، وفقا للقواعد الدولية، على إثيوبيا لكن المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل سيشارك أيضا في التحقيق لأن الطائرة المنكوبة جرى تصميمها وصناعتها في الولايات المتحدة.

والخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة من أكبر شركات الطيران في القارة الأفريقية من حيث حجم أسطول طائراتها. والطائرة المنكوبة واحدة من ست طائرات تمتلكها الشركة حاليا من ذات النوع. وكانت الشركة، الآخذة في التوسع بصورة سريعة، طلبت شراء 30 طائرة من نفس النوع.

وقال المدير التنفيذي للشركة إنها ستستمر في تشغيل هذا الأسطول من الطائرات طالما لم يعرف بعد سبب تحطم هذه الطائرة.

وكان آخر حادث كبير تتعرض له إحدى طائرات الشركة الإثيوبية في يناير كانون الثاني 2010 عندما سقطت الطائرة بعد أن أقلعت من بيروت بفترة وجيزة، مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 90 شخصا.

 

إقرأ أيضاً