طلب مني مجموعة من الضباط والقادة العسكريون إيصال رسالتهم للرئيس هادي ونائبه، قائلين أنه تم اختياري لإيصال هذه الرسالة كوني القناة الأسرع في إيصال رسالتهم ولكي تصل إلى أكبر قدر ممكن من المجتمع، حسب قولهم، وإلى نص الرسالة التي وردت تحت عنوان: طفح الكيل.
الأخ / رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي
الأخ / نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر
تحية طيبة.. وبعد
بداية ومن خلالكم نوجه التحية لكل أحرار مأرب ومن معهم من الجيش الوطني وأبناء الجمهورية من مختلف المحافظات اليمنية وإلى كل المقاومة الوطنية في كل جبهات العزة والكرامة، الذين وقفوا في أحلك الظروف وتحت ضغط المؤامرات دفاعا عن النظام الجمهوري وعن الشرعية الدستورية ونترحم على شهدائنا الأبرار ونسأل الله الشفاء لجرحانا الأبطال وتحية خاصة للمراة الماربية والمراة اليمينية الباسلة بسكل عام وموعدنا النصر والعزة.
إننا لانشك للحظة واحدة في وطنيتكم ولا يستطيع أحد الطعن فيها، لكن صمتكم المريب جعلنا غير قادرين على التبرير لكم أو إعفائكم من كل مايجري على الساحة من خذلان للجيش والمقاومة ولهذا فنحن اليوم ومن خلال هذه الرسالة نقول لكم بصوت واحد، إما أن تقوموا بواجب ما تحتمه عليكم مسؤليتكم أو ترحلوا عنا وتتركونا نواجه مصيرنا بأنفسنا.
لقد بررنا لكم صمتكم كثيرا واستنفدنا كل مفردات التبرير المبثوثة في قواميس اللغة، لكننا اليوم نستغرب إصراركم على البقاء في مناصب تستدعي من أصحابها أن يكونوا عند قدر المسؤلية، وكنا سنعذركم لو أنكم صارحتم شعبكم وقلتم أنكم تحت الإقامة الجبرية، لكنكم لم تقولوا ذلك وكل ما يقوله التحالف أو ما يقوله المجتمع الدولي أنكم سبب هزائم الشرعية ونكسات التحالف، ولهذا نريد أن نعرف منكم ما يجري في الساحة وسبب هذه الانتكاسات غير المبررة.
نحن نعلم وأنتم تعلمون أن عصابة الحوثي الإرهابية أوهن من بيت العنكبوت وأن هزيمتها لا تستغرق بضعة أشهر، خاصة في ظل وجود الأبطال الذين يكتون بنار سلبيتكم وقد فعلوا كل ما في وسعهم قدموا أنفسهم وفلذات اكبادهم في سبيل الحرية والدفاع عن شرعية اليمنيين كل اليمنيين وصبروا على كل الفساد الذي ينتهك حقوقهم ويصادر مرتباتهم ويمنع تسليحهم، حتى ابيضت أعينهم من الحزن.
وحاولنا نقنع أنفسنا ونقنع الآخرين بأن التحالف يمنعكم من الكلام، لكننا كما قلنا استنفدنا كل المبررات، فلو منعتم من الكلام لرأينا أفعالكم في الميدان، ولو منعتم من الفعل لوصلتنا أقوالكم، لكننا لا نرى أمامنا إلا جثثا متحركة تتسابق على المال وعلى بقايا حياة مغموسة بالذل والمهانة ومكللة بالعار.
إننا نقولها بصوت واحد، لن نتحمل أكثر مما تحملنا ولن نصبر أكثر مما صبرنا، لكننا سنصمد أكثر مما صمدنا حتى نحقق النصر بكم أو بدونكم، سنحقق النصر بكم إذا ملأتم الأماكن التي تشغلونها وبدونكم إذا أصريتم على عزل أنفسكم عن شعبكم ومؤسستكم العسكرية، وإذا لم نسمع منكم أو نرى ما يؤكد على ملء المواقع التي تشغلونها، سوف نتخلى عنكم ونحمي شرعيتنا شرعية كل اليمنيين الواقفين في مواجهة العدوان القادم من إيران والمحمول عبر بعض أبناء جلدتنا، بسبب مواقفكم ومواقف التحالف السلبية التي تدفع بهم بطريقة خاطئة للوقوف في صف العنصرية الحوثية.
نؤكد لكم مرة أخرى أننا صبرنا وتحملنا صمتكم خلال السنوات الماضية اعتقادا منا أن تلك استراتيجية لتحميل المجتمع الدولي مسؤليته والتزاما بمسؤليتنا الوطنية، لكنا صبرنا نفد بعد أن وجدنا أنفسنا نقاد مصفدين بالأغلال، كي نكون عبيدا للمشروع الفارسي، ونحن مازلنا نؤكد على وطنيتكم وعلى يقين بأنكم ستقراؤن هذه الرسالة قراءة بناءة ومسؤولة لما هو المقصود منها، ونحن لا ننتظر إجابات متتالية، فالعمل هو الفيصل وعلينا العمل باقصى طاقتنا.
نحن في الأول والأخير لن نترك بلادنا للاحتلال الفارسي ولا للمطامع السعودية الإماراتية، وقد تدارسنا كل خياراتنا التي تضمن لنا ذلك، إما أن تقوموا بواجبكم، وإلا بيننا وبينكم البيان رقم واحد.