قدم غروندبرغ ، 14 تشرين الأول - أكتوبر ، الإحاطة الفعلية الأولى له (كان حديثه الأول بيانا) إلى مجلس الأمن الدولي بعد أكثر من شهر على بداية عمله ومهمته الرسمية كمبعوث خاص أممي إلى اليمن. لدي من الثقة واليقين بقراءتي ما يجعلني أقرر نظريا على الأقل توصية مجانية أتطوع بها للعامة: لا تنتظروا شيئا من الرجل السويدي.
وإذا كانت من إضافة فهي لا تنتظروا أقل من شيء حتى.
نص الإحاطة جيد بلاغيا، ومحبط بكل أريحية فيما عدا ذلك. إنها بكل أمانة وتجرد إحاطة جيدة وسيئة للغاية. تنبيك عن الرجل وما يملكه على المستوى الشخصي وما يعد به بالتالي. بهذا الإيقاع سنحتاج إلى سبع سنوات طاحنة إضافية فيما يأخذ السيد هانس وقته في استطلاع الأجواء وتكوين صورة لا بأس بها عن المهمة التي يقدم عليها.
إنه يتحدث من منطقة تقع خارج المدينة وخارج الطريق المؤدية إلى المدينة. مدينة الحرب والمشكل اليمني أعني. يستكشف خطواته أقل من المتمهل وأكثر من الحذر.
السيد هانس ينتقي كلماته وفقراته لتبدو جيدة وفي نفس الوقت لا تقول أي شيء.
وعندي ثقة من أنه سينصرف مبكرا إلى أنشطة جانبية من قبيل تنظيم لقاءات وندوات مع جروبات الاستشاريات النسويات إياهن اللائي أسسهن سلفه غريفيث والآخرين الشباب والشابات والثالثة جماعات المجتمع المدني ورابعة وعاشرة. لقد بدأ هانس بالفعل من أسبوعيه الأولين بفعاليتين من هذا الصنف الفاخر. مكتبه يحتفظ بجزء من طاقم مكتب غريفيث وهؤلاء يعرفون عملهم جيدا وفقا لمبدأ : بإمكانك أن تفعل أشياء كثيرة مسلية عندما لا تفعل شيئا.
نص إحاطة المبعوث الرابع خال من الوعود والالتزامات بأي شيء وخال أيضا من أي نتائج ولو نظرية على الأقل وخال من أي أفق.
إنه خطاب مهم إلى الذين تهمهم بلادهم الضائعة بأن يجدوا لهم ولبلادهم طريقا وطريقة للخلاص بأيديهم.
من الخيانة والعجز التعويل على غير أنفسهم وإضاعة أي إمكانيات متبقية أمامهم لاستنقاذ السلام باستنقاذ الحرب أولا والتخلي عن استجداء العالم حقهم في بلادهم وفي حقهم.
على أن إحاطة السيد هانس هي أيضا رسالة قوية إلى اليمنيين غير المقيمين (كالسفراء غير المقيمين) وأعني بهم الأطراف اليمنية التي تطبعت على التعايش مع الحرب والتمتع بحياتها واستقبال مبعوث وتوديع آخر مفادها: أهلا بكم، لدينا الكثير لنتحدث عنه فيما يمضي الوقت.
لا بديل أمام اليمنيين والقوى التي ترى نفسها معنية وملزمة باليمن وبمعاناة اليمنيين التي تفاقمت واتسعت من أن يشحذوا هممهم وإرادتهم لمباركة ومكاثرة عوامل إذكاء وتعزيز توجه توحيدي تجميعي يعيد لملمة شتات الصفوف صفا وينضج خطابا عابرا للمتاريس الخاصة كما ينضج خطة جامعة وخطوات جماعية نحو تجاوز فراغ المشروع والإرادة ، المشروع الوطني المقترن بإرادة وطنية تحشد الناس لمحشر الاستعادة واستخلاص اليمن من هاوية اللعين.