سياسيون كثيرون دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، رغم إن بعضهم لم يتولوا مناصب عليا نتيجة حنكتهم ووفائهم لأوطانهم والأدوار التي قاموا بها، إلاّ حيدر أبو بكر العطّاس، فعلى الرغم من توليه مناصب عليا كانت كفيلة بأن تجعل له بصمة تاريخية، إلا أنه أبى أن يظل في ذيل القائمة بل دخل التاريخ من بابه الخلفي، لما يتمتع به من المكر والخديعة والمراوغة والنفعية.
يحاول حيدر العطاس عبثاً بحقده الدفين الإساءة إلى الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح والغمز واللمز، من خلال تدليسه بشهادات زائفة حول أحداث كثيرة لا لبس فيها ويعرف الجميع حقيقتها.
جبالٌ من الحقد تسكن نفسه المريضة وعقليته التآمرية اكتسبها من البرامكة، لذلك أينما حلَّ حلّت الفتن التي سُرعان ما يخرج نفسه منها كالشعرة من العجين.
المؤلم أن المذيع كان يقود هذا الإمعة ويجرجره إلى حيث يشاء ويقاطعه في الحلقات السبع، بل في كل جزئية، دون أن يكون له أي حضور أو إثبات لشخصيته الباهتة، بل كان مُنقاداً صاغراً، والكارثة أن الكثير من التُرّهات التي أوردها في شهادته، يرد على المذيع بقوله : (سمعت من ناس) !!
أما بخصوص أحداث العقود الأخيرة، فقد أثبت العطاس، أنه (شاهد ما شافش حاجة)، حيث أقحم نفسه في أحداث متعلقة بحقبة زمنية طويلة، لم يكن لاعباً فيها، بل حتى لم يكن متواجداً داخل البلاد، فالجميع يعرف أنه غادر اليمن منتصف عام 1994 أي قبل 27 عاماً.
ومن أبرز الأكاذيب العطاسية، أن سبب الخلاف بين الرئيس صالح والحوثيين، هي منعه من إلقاء خطاب في الانتخابات، بينما الجميع يعلم أن الرئيس دشن حملته الانتخابية عام 2006 من داخل مدينة صعدة أمام الآلاف من أبناء المحافظة في مهرجان بثه التلفزيون الرسمي.
أكاذيب بالجملة، حيث وصل به الإفك والبهتان إلى القول : إن الرئيس صالح استخدم القاعدة أثناء توليه الحكم وضم إليها عدداً من الجنود والضباط، دون أن يقدم اسماً واحداً، رغم أنه يعلم علم اليقين كيف كان الرئيس صالح يحارب هذا التنظيم المتطرف بشتى السبل وبشهادة المجتمع الدولي بأسره!!!.
حاول العطاس أن يُسوّق لنفسه رغم أنه قد بلغ من الكِبرِ عِتيّا، لكنها شهوة السلطة التي لا تزال مهيمنة على ذهنيته المنفصمة، رغم علمه وإدراكه أنه لن يكون له أي شأن في المستقبل بعد أن أكل عليه الدهر وشرب، فلا يمكن إعادة تدوير مثل هذه النفايات صاحبة التاريخ التآمري الأسود على الإطلاق، حيث لم يعُد لها أي قبول لا في الداخل ولا في الخارج، حتى عند من يستخدمونه اليوم فليس سوى مجرد قُفّاز ينتهي بمجرد استهلاكه.
المعلوم عند القاصي والداني وعلى مدى أكثر من أربعة عقود، أن هذا الثعلب لا يُجيد سوى حياكة المؤامرات والدسائس، حيث يُشعل الفتائل ويغادر قبل انفجارها، فعلى سبيل المثال أحداث يناير 1986 المؤسفة غادر إلى الهند قبل وقوعها، كذلك حادثة طائرة الدبلوماسيين، في أبريل 1973 كان من المفترض أن يكون على متنها لكنه احتال قبل السفر لعلمه بما سيحدث ونجا من الحادثة.
حيدر العطاس المسكون والمعجون بالمناطقية والعنصرية والمذهبية، حتى وهو في هذا العمر لا يزال ينفث سمومه ووصل به الحال إلى التشكيك بكبار المناضلين اليمنيين الذين أفنوا حياتهم وهم يناضلون من أجل إعادة تحقيق وحدة الوطن، كالمناضل راشد محمد ثابث والكثيرين غيره الذين أساء لهم هذا الحاقد وشكك في نضالاتهم على أساس مناطقي بغيض، وكذلك الرئيس عبد الفتاح إسماعيل لم يسلم من إفك هذا الحاقد، وهو ذلك الاشتراكي العتيد المعروف للقاصي والداني بوفائه لوطنه وتنظيمه.
حتى الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر، أساء لها ولرموزها ولواحديتها، وهو يعلم علم اليقين أنه لولا أبناء الجنوب، ما نجحت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر خاصةً في حصار السبعين يوماً، ولولا أبناء الشمال ما نجحت ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة بشهادة كبار القادة والثوار أنفسهم.
كان الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله يصف هذا المكّار بمهندس الانفصال، لأنه ظل يُحيك خيوط هذه المؤامرة، ويُسمّم الأجواء بين شريكي الوحدة (المؤتمر والإشتراكي) على مدى أربع سنوات، لعدة أسباب، من بينها، أنه كان يرفض إعادة توحيد اليمن قبل 22 مايو، إضافة إلى ارتباطه بأجندات خارجية لا تريد الخير للشعب اليمني، إلى جانب عقليته المشحونة بالتآمر والمكائد والدسائس والعنصرية والمناطقية والمذهبية المقيتة التي لم يتمكن من إخفائها طوال حلقاته السبع.
أما الأغرب من كل ذلك، فهو اندفاع قناة “العربية” للترويج لهذه الافتراءات والمغالطات التاريخية، وتعمّد الإساءة للشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله، من خلال استضافة هؤلاء المقاولين وآخرهم أحمد الصوفي والعطاس، ونسى وتناسى القائمون على هذه القناة أن الرئيس الصالح حكم اليمن ثلاثة عقود ونصف، كان لهم نعم الجار، حافظ على أمن المنطقة وأمنهم طيلة هذه العقود، ووقع معهم اتفافاً أنهى أطول نزاع حدودي في المنطقة على مبدأ (لا ضرر ولا ضرار)، تعامل معهم بكل نديّة واحترام، حتى أثناء التباينات والخلافات لم يفرط بالثوابت والاتفاقيات الثنائية والدولية.
تناست هذه القناة والقائمون عليها، أن من يريد السيطرة على مكة المكرمة والمدينة المنورة هو عبد الملك الحوثي، وليس علي عبدالله صالح أو حزبه الكبير، لكنه سوء التدبير والاختيار والتخبط الأعمى.
خاب العطّاس وخسر هو ومن يقف وراءه، فالجميع يعرفون الزعيم علي عبدالله صالح وتاريخه الناصع، ويعرفونهم على حقيقتهم جيداً.