لعقود طويلة مرت ذكرى الـ(26) من سبتمبر من كل عام دون أن يلتفت إليها أحد من اليمنيين.
يومٌ اقترن بعطلة سنوية لا أكثر ولا أقل.
فمنذ (6) سنوات أدرك اليمنيون بجلاء عظيم، وإحساس ملطخ بالدم، وآهات مصحوبة بأنين العالم أجمع عظمة هذا اليوم.
منذ (6) سنوات أشعل اليمنيون الشموع ومعها تلألأت أعينهم، وزاغت أبصارهم في الأرجاء بحثًا عن الوطن (المفقود)!.
الوطن الذي تسلل من بين الأصابع كحبات رملٍ ناعمة..
أن يخسر الناس مالاً وأرضاً وأهلاً – ففي ذلك وجهة نظر – لكن أن يخسر الناس وطناً مكتملَ الأركان، ففي ذلك مأساة وطن لن تستوعبها الكتب، ولن تفي بها الأحرف، ولن تحويها أمهات الكلم..
منذ (6) سنوات يوقد (اليمنيون) أصابعهم شموعاً للذكريات، ويخطون مشاعر الألم وفي كل احتفاء يهتفون لليوم الذي تناسوه لعقود للذكرى العظيمة التي صنعت وطناً.
ما بين مطار وآخر ومعبر ونقطة تفتيش يُدقق فيها عن الهويات والإنتماء، وتُرصف الاتهامات كطريق لا آخر له يمر اليمنيون على حطام ذكريات الوطن..
وفي كل عام يطل (26) سبتمبر مجدداً مذكراً الناس بهذه البلاد…
أريتم وطني؟؟
من هنا مر وارتحل..
ألن يعود؟!
تبدو الإجابة صعبة المنال..
وفي اليمن يبحث الناس مذ (6) سنوات عن وطن فيما تبقى من الذكريات وعلى طول ما تبقى من طرقات وما شيدته الثورة من أبنية وما دونته من شعارات ومامكنته من حرية وإستقلال وعزة وكرامة.!
هل شاب دولة الثورة بعض الفساد.. ربما..
بعض الظلم قد يكون..
لكنها الدولة التي ساوت بين الجميع ولم تسأل الناس عن هوياتهم وأعراقهم وانتمائتهم..
نام الشعب سوية في خيمة الجيش الواحدة وحكم ابن خولان حضرموت وحكم ابن ابين صنعاء وسارت الناس لاتخشى احداً.
أيعقل أن يرتحل وطن “علي عبد المغني والسلال وسالمين والقردعي ويغيب..!
من للأرض دون أهلها؟
وفي ذكرى (26) سبتمبر علموا أولادكم أن لا وطن بدون حرية، ولا وطن بدون كرامة وان الوطن الذي لايساوى بين ابنائه ليس بوطن ولن يكون..
واعلموا ان لا ثورة الا ثورتي 26سبتمبر و14اكتوبر ومادونهما أحداث لاتسمن ولا تغني عن جوع.
نقطة أول السطر!