سمعتُ من الوالد المناضل يحيى مصلح رحمه الله ذات مرة حديثًا عن أستاذه في الكلية الحربية الملازم نبيل الوقاد وهو أيضا أستاذ علي عبدالمغني رئيس تنظيم الضباط الأحرار، والذي كان أول ضابط مصري يصل صنعاء عقب قيام الثورة مباشرة قبل وصول كتائب الجيش المصري، فقضى بعض الأعمال المتعلقة به في صنعاء، ثم تلقى على إثرها أمرا من قيادة الثورة بالهبوط بالمظلات في منطقة عمليات خطرة، لمواجهة إحدى الجبهات الإمامية، كانت العملية في صرواح والتي قتل فيها فورا، عقب قيامه بتنفيذ عمليته، وكان أول شهيد مصري يراقُ دمه على تراب اليمن.
عقب وصول خبر مقتله إلى صنعاء لم يتمالك علي عبدالمغني نفسه، فأجهش بالبكاء، ولسان حاله: كيف يُقتل أستاذي، ابن مصر قبلي وفي بلدي؟؟ وعلى الفور تحرك إلى نفس الجبهة، وفيها قتل أيضا..!
نبيل الوقاد غادر منزله بمصر، في مهمته العربية/ العروبية إلى اليمن، ولا يزال عريسا، إذ لم يمض على زواجه غير أقل من ثلاثة أشهر فقط..!
وقد ولدت له بنت بعد وفاته اسمها نبيلة، وتقيم حاليا بالقاهرة. وله باسمه شارع، هناك، يعرف بشارع نبيل الوقاد.
هل يعرف سعادة السفير اليمني بالقاهرة الدكتور محمد مارم من هو نبيل الوقاد؟ وهل يعرف دوره البطولي في اليمن؟ والأهم: هل سيتكرم بزيارة خاصة مع هدية رمزية لأهل الشهيد نبيل الوقاد؟! اعترافا وتقديرا للجميل وبما قدم هذا الرجل..