ارتبط تنظيم الضباط الأحرار برموز وطنية في القطاع المدني لتنشيط حركة التعبئة في أوساط فئات المجتمع، وفي تعز كان المُناضل عبدالغني مُطهر رجلهم الأمين في القيام بهذا الدور.
وقد تحدث المناضل عبدالغني مطهر في كتابه «يوم ولد اليمن مجده» أنَّ الملازم علي عبدالمغني زاره إلى منزله في مدينة تعز إبرايل 1962م، وأخبره أنَّ التجمعات الوطنية بما فيهم الضباط الأحرار يريدون حضوره إلى صنعاء للتفاهم معه حول سفره إلى القاهرة، خاصة وأنَّ السلطات المصرية طلبت منهم جميعًا إرسال شخص يكون محل ثقة للتشاور.
وبالفعل توجه المناضل عبدالغني مطهر إلى صنعاء، ومنها إلى عدن، ثم إلى القاهرة، والتقى هناك بأنوار السادات ونقل له صورة شاملة عن الوضع في اليمن، وخلص مطهر بالقول: «وقد انتهت لقاءاتنا مع المسئولين في القاهرة بقبولهم التعاون مع الحركة الثورية في اليمن خلال فترة الإعداد للثورة، وحمايتها بعد تفجيرها».
وأضاف: «وحين وصلت إلى تعز وجدت في استقبالي الأخ علي عبدالمغني الذي كان قد وصل إليها قبل وصولي بيومين، فسلمته تقريرا شاملا بما أسفرت عنه رحلتي إلى القاهرة كي يحمله إلى الإخوة الأحرار في صنعاء. وقد تضمن هذا التقرير فيما تضمنه من موضوعات وخطط، ما تم الاتفاق عليه في القاهرة بشأن الأسلحة التي سوف ترسل إلى صنعاء وتعز بالحقائب، وغيرها من الوسائل».
حسب شهادة عبدالغني مطهر كان من المُقرر أنْ تكون تعز مُنطلق الثورة الشاملة، وفي 23 يوليو 1962م تحديدا، إلا أنْ مَرض الإمام أحمد جعل الضباط الأحرار يؤجلون ذلك، وحين تحقق موت الإمام الطاغية 19 سبتمبر 1962م، لفظت تعز جثمانه، وشهدت صنعاء مقر ابنه الأمير محمد البدر وبعد سبعة أيام، تفاصيل ميلاد اليمن الجديد، وإعلان جمهورية السادس والعشرين من سبتمبر.