ذكرتني إحاطة السويدي غروندبرغ الأولى في مجلس الأمن، بإحاطة سلفه البريطاني غريفيث الأولى قبل أربع سنوات.
استدعتني المضامين المكرورة إلى ورطة اليمنيين مع أنفسهم ومع الآخرين؛ الذين يعتاشون على نزف اليمن الغزير، أو الذين يتعاقبون على لقاء وشكر الشريكين: شرعية نازحة وانقلابا مقيما.
فتح مطار صنعاء لليمنيين حق طبيعي، يتساوى معه بالضرورة إخضاع المليشيات وداعميها ومموليها للقيود التي كان يجب أن تعنيها وفقط إجراءات الرقابة والتشديد، لكنها وبدلا من ذلك استثنت هؤلاء ولم تمنع وصول إيرلو لصنعاء عندما منعت وتمنع اليمنيين من حق بات حكرا على الانقلابيين دون سواهم.
ينبيك هذا عن فداحة العجز وتسيد الجنون في لحظة يمنية جاثمة زمانا ومكانا..
عجز اليمنيون في مدى سبع سنوات عن تدبر يسير من عقل للسعي في تحييد ممرات العبور والطرقات، بين المحافظات والمدن وحتى بين جانبي طريق وشارع تقاسمته بنادق الخصوم وصادرته على الناس والساكنين والأقارب وبعضهم.
تعز وشارعها الرئيس المصادر والمحاصر والمفصول من منتصفه بمجرد طربال، هو مثال صارخ وخرافي على مدى الانحطاط والتوحش والانسلاخ عن أبسط قيم الإنسانية والوطنية والأخلاق، حتى أخلاق الحرب بين ألد الخصام.
بدلا من خمس دقائق يتجشم الناس مشاق يوم في سفر للوصول من الحوبان إلى الحوبان.
السلام غاية عظيمة، لكن الذين فشلوا في تسوية أولية بشأن طريق هنا وهناك كل هذه السنوات، ليسوا جديرين بالغايات العظيمة.
لا الحرب أنجزت وعدها واستنقذت الناس ولا العقل أنجز صورة تعقله في مدارب اللهب وطريق البلد.
كم هو خرافي، أن صنعاء أو عدن أقرب إلى حوبان تعز والتعزيين من الحوبان؟!