أرى أن تدشين معركة جبهة البيضاء "ضربة معلم" لمشروع غلمان أيرلو على مستوى اليمن كافة - وليس البيضاء فقط، وأول مستفيدٍ مباشر بحكم اللحظة من هذه المعركة المجيدة هي مأربُ الأمجاد، ورجالاتُ اليمن المرابطون على ثغورها.
أولئك النُّجبَاءُ الذين استنزفوا دمَ الأفعى الهجين بالسُّمِ والقطران والجهالة والكهنوت السُلاليّ الكريه. البيضاء التي فكت حصار السبعين يوماً عن صنعاءِ أيلول - تعود ومن جديد لتدير اتجاه التاريخ الملتوي ليستقيم على صراط العز باتجاه مأرب، وتالياً صنعاء بإذن الله وحَولِهِ وطَولِه.
كلّّ الشكر والعرفان لأبطال يافعَ الأحرار وقوّات العمالقة ومن يلتحق بهم من وحدات الساحل ومن يلتحم معهم من الجيش ومجاميع الإسناد الشعبي من كلّ المكونات وتحت كل اللافتات والعناوين الفرعية التي يجمعها موقف الشرف والشرفاء، ولرجال المدد والسند من محافظات جنوب الوطن الذين يتقدمون الصفوف في هذه المعركة الباسلة الفاصلة والتي هي في حقيقتها وجوهرها معركتهم ومعركة اليمن كلّ اليمن شمالاّ وجنوباً، وفوق أرض البيضاء - وما بعدها - التي هي كذلك أرضهم وأرض اليمنانيّين شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وفي كل أرجاء اليمن العظيم وربوعه.
وبالطبع فإن الشكر موصولٌ عبر كل هؤلاء وعبر الدنيا كلِّها لرجال البيضاء وآل حميقان جمرةِ الحميّة العربيّة، ووقودِ غيرتها، وشَبّابةِ نارِها ونورِها الوضاء.
وإلى كل المكونات والأطياف والأصوات والألسنة والقلوب : برجاء تجاوز سفاسفِ الأمراض وصغائر الأضغان - فإنّ الصغائرَ في معارك المصير كبائر والألسِنةَ أسِنّةٌ لا تقتل في الحرب إلا الصديق ! فاللهَ اللهَ في يمنِكم الكريم وشعبِكم المُبتلَى الصابر..
أكرموه بوحدة قلوبِكم وموقفِكم، ولا تهينوه لأنذال الكهنوت بشتات أمركم وألسنتكم، فإنّ اليمنَ - كلَّ اليمن - يحطّ رِحالَه ورِجالَه ويلقي بآمالهِ وآلامهِ وأعباءِ أيامهِ ولياليهِ المُثخَنةِ بجراحِ القهر وعناءِ الفُرقةِ والشتاتِ والشقاقِ - بين أيديكم.. فلا تقتلوه بكبائرِ الصغائرِ مرّتين.