السلوك الحوثي التخريبي والمحاولات المستميتة لجر اليمن إلى حرب وحمامات الدماء التي لا نهاية لها، ليس سلوكا بمعزل عن أخطاء الأحزاب والقوى السياسية اليمنية. وبالرغم من كل الأخطاء التي أرتكبت من قبل هذه الأحزاب وساعدت على النمو السرطاني لهذه الجماعة العنصرية إلا أن الاستيقاظ لم يأت بعد. مازالت منعطفات الشر تحمل في طياتها جملة من الأراء المتعددة.
ميليشيات الحوثي سيدة الإرهاب وبامتياز وصاحبة السلوك العدائي الصريح للشعب اليمني بكل مكوناته. فهي ضد مؤسسة الجيش وضد القبيلة وضد المجتمع المدني.
حين ندقق في تفاصيل الشر الذي يحيط باليمن ونتأمل الحرب الدائرة، ونتوقف عند النزاعات الطائفية، يكون واضحا وجليا أن عصابة الحوثي الإرهابية هي العمود الفقري الذي يتربع الشر خلفها، فسجلها حافل بعمليات الإجرام والاغتيالات وتفجير المنازل واعتقال الناس ورميهم في السجون السرية.
لم تعد الأحزاب والقوى السياسية جميعها غائبا عنها هذا الوعي لإدراك أهمية توحيد الجهود لملاحقة هذه العصابة بكل الوسائل العسكرية والقانونية. لم يعد من المقبول الانشغال عن جرائم هذه العصابة واستفزازها بما هو أدنى وأقل والنظر إلى خطرها بنصف عين.
أقول لكل القوى السياسية لابد من حساب موازين المصالح جيدا. والأهم من ذلك إدراك أن تشضي القرار يجعل الخطر المسكوت عنه ينمو ويكبر.
لقد جاءت دعوة الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح بتلك الوضوح بمثابة الدعوة الباعثة على الأمل، وجاءت مفرحة حينما أتخذ خطوات جريئة جدية وجذرية لوقف حالة الارتباك التي عاشها المؤتمر الشعبي العام نحو الخطر الحوثي وتعامله معهم بما يمكن وصفه بالاحتوا غير المبرر وتراخي الإدراك الذي من شأنه جعل الاستقرار في الهامش والأمان في المحك.
ما يحتاجه المؤتمريون في الوقت الراهن هو تأكيد فك الشراكة والانتصار لدم الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح.
وعلى القوى السياسية اليمنية أن تستيقظ وأن تمضي في الحلول. الخلافات أخذت الكثير من الحبر والوقت والجهد. وخلال الثلاث سنوات الماضية عاشت القوى السياسية الخلاف والصراع بينما كان الشر الحوثي يراوغ ويناور ويمزق ويدمر. كانت هذه الجماعة الإرهابية تفعل ما تريد. ظلت توزع الصكوك الوطنية وهي غارقة في التبعية لإيران من شعر رأسها إلى أخمص قدميها. وظلت تضرب الإبر المسمومة داخل المجتمع اليمني.
ولعل القوى السياسية تشمر عن ذراعيها ولو في الوقت الضائع لوقف العبث الدموي الحوثي.
الأيام القادمة يجب أن تكون مرحلة الانتقال من التصريحات على الورق إلى تنفيذ كسر هذا المشروع الإرهابي الدموي ومنعه من النمو والتمدد.