عشية اتفاق استوكهولم؛ كتبتُ هنا بأن السلام ما يزال بعيداً في اليمن. وقلت إن المكسب الوحيد من استوكهولم هو أن العالم قد يكتشف حقيقة الحوثي أكثر. ولعل كثيرين قد تبين لهم شيء من ذلك..
وحقيقة الحوثي هي أن الحرب، هي المفردة الوحيدة في قاموسه للسيطرة على اليمنيين وإذلالهم وقتلهم وتشريدهم، وأنه يتعامل مع اليمن كرهينة، hostage كما قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، ليندركينج ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية كريستوفر فارنو.
ويؤسفني القول؛ بل يحزنني في الحقيقة؛ إنه لن يكون هناك سلام في اليمن طرفه الآخر هو الحوثي .. فالحوثي مشروع حرب وعنف وقمع وقتال من يومه الأول إلى يومه الأخير، ويتطلب التعامل معه، كجماعة محاربة إرهابية لا أكثر. وهذه هي الخلاصة التي سيدركها الجميع في النهاية .. ولكن متى؟!
هناك فوائد لأهلنا المتضررين في الداخل، لا شك، مما يجري من جهود مشكورة ومقدرة، إن نجحت؛ أهمها فتح مطار صنعاء وغيره من المنافذ والطرق، مثل فك الحصار عن تعز، إن سمح الحوثي بذلك..
وفيما كان الضرر على عامة المواطنين مؤكداً من غلق مطار صنعاء، فإن الحوثي عندما يريد لأحد عناصره الخروج من صنعاء أو العودة إليها، يمارس الضغط والإبتزاز ، ويتم له ما أراد. وقد رفض الحوثي عروضاً كثيرة لإعادة فتح مطار صنعاء، وكانت شروطه تعجيزية.. ولم يكن منع الطيران من وإلى مطار صنعاء مفيداً من الناحية العسكرية، فقد تقدم الحوثي كثيراً عسكريا أثناء إغلاق مطار صنعاء، واستولى على فرضة نهم؛ القريبة من مطار صنعاء، ومحافظة الجوف، وهاهو ما يزال يهاجم مأرب.. والمفارقة أن القوات التي تقهقرت من نهم والجوف، هي ذاتها التي حررت الجوف وتقدمت الى مقربة من العاصمة صنعاء..ومن الواضح ان التقهقر لا يرجع إلى عزائم الأبطال ورغبتهم، وإنما إلى التغيُر في السياسات وما يترتب عليها، وهذا ما جعل الحوثي يبدو أقوى من خصومه.