عادل الأحمدي
الحوثي والبهائية.. ما الحكاية؟
السبت 1 أغسطس 2020 الساعة 01:45

منذ أن استولى الحوثيون على مركز السلطة في العاصمة صنعاء، وهم يشعلون مسألة الفرقة البهائية من حين لآخر، تارة بالتحريض عليها وأخرى باعتقال رموزها، وثالثة بالمحاكمة ورابعة بالاسئتناف وخامسة بالعفو وسادسة بالنفي. رغم أن لهذه الفرقة تواجداً ضعيفاً للغاية لا يكاد يرى، ولا يمثل أتباعها أي خطر على المجتمع ولا يحملون السلاح. لكن الحوثي يريد جعل مسألة البهائية حيّةً منتعشة في الجانب الإعلامي لعدة أسباب:

– الأول اقتداءً بالمجرم يحيى الرسي، مؤسس المذهب الهادوي والذي عمد على نفخ أسطورة قرامطة اليمن، وإلصاق كل التهم البشعة بتلك الفرقة، رغم أنها كانت حركة مقاومة وطنية ضد تواجده وأتباعه الطبريين، وكان هدف الرسي من ذلك، تشويه المقاومة الوطنية (مثلما يفعلون اليوم)، والقول إنه هو حامي حمى العقيدة والأخلاق من فرقة يصورها أنها على النقيض من العقيدة والأخلاق، وبالتالي يبدو تطرفه هو أمام الآخرين اعتدالاً قياساً بما يصوره عن تلك الجماعة!

وبالمثل؛ تعامل الرسيون مرارا بوحشية مفرطة مع الطائفة الاسماعيلية، مصحوبة بحملات تشويه مستمر أثرها إلى اليوم.

– السبب الثاني التركيز على وجود أقليات مذهبية أقل حجماً من الحوثي، حتى يظهر هو قياساً بتلك الأقليات المجهرية، وكأنه ليس أقلية عنصرية تتحكم بغالبية المجتمع!

– السبب الثالث، اقتداءً بأسياده في إيران والذين لديهم موقف معادٍ تجاه البهائية وقاموا بملاحقتها والتضييق عليها، وبالتالي ببدو الفعل الحوثي امتداداً تبعياً للفعل الخميني.

وهناك من يضيف سبباً رابعاً، وهو أن الحوثي يستخدم البهائيين كورقة مساومة مع أطراف ومنظمات خارجية مهتمة بحقوق الأقليات.

وبالمجمل، ينبغي التضامن مع أية فئة فكرية أو عقائدية أو دينية، ما دامت لا تفرض مذهبها على الآخرين بقوة السلاح.

والحاصل ربما، أن الحوثي بعد أن قام أمس، بنفي عدد من اليمنيين من أتباع البهائية، للخارج، قد يبحث عن أقلية أخرى، ينفخ فيها إعلامياً، ليظهر أمام الناس، حامي حمى العقيدة، ومعتدلاً، وأكثرية!

لا بد من دراسة أساليب الكهنة جيدا، فبعضهم ليسوا مجرد خريجي كهوف كما يعتقد البعض، بل لديهم خبرة قرون من التدليس والتضليل والتغرير.

مقالات
سمير اليوسفي
ماكينة الصرّاف الحوثية
همدان العليي
اغتيال الجسد.. وبقاء الرمز: لماذا فشل الحوثيون في قتل صالح في ذاكرة اليمنيين؟
د. ياسين سعيد نعمان
الطريق إلى استقرار نقدي مستدام
سمير اليوسفي
ليس كافيًا أن يتعافى الريال!
همدان العليي
خطوات اقتصادية هامة تحتاج إلى حماية
نبيل الصوفي
لحظة الانفجار التي يخشاها الحوثي