بادئ ذي بدء نقول: ليس هناك قوة قادرة على استعباد الشعب اليمني. ولن ننسى أبدا أن الحرية صنعها آباؤنا وأجدادنا. كانت الإمامة قد وصلت إلى مرحلة لا تطاق، وكان لابد للطبقية التي حصنت نفسها بها أن تزول ولابد للكهنوت أن ينتهي. وكان من المستحيل أن يستمر الغياب الفاضح للسيادة اليمنية لحساب جماعة كهنوتية، خاصة في ظل انتشار ثلاثي العار: الفقر والجهل والمرض.
كانت حالة اليمنيين قد وصلت إلى وضع ميؤوس منه ولم يعد يصلح معها السكوت. كانت الاحتكارات الأسرية المصحوبة بامتيازات تفضيلية للأئمة الطارئين على اليمن تمثل استفزازات لمشاعر شعب حبست حريته لدى لقطاء لفظتهم الأرض إلى اليمن. لذلك تشكلت حركة الضباط الأحرار التي فجرت الانعتاق يوم ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م.
حركة الضباط الأحرار أثبتت أنه ليس هناك أي قوة تستطيع استعباد الشعب اليمني إلى مالا نهاية. لذلك دوّن التاريخ أن آباءنا وأجدادنا صنعوا الحرية وكان لهم الدور الحاسم في تدمير وكر العبودية. ولهذا سيبقى انتصار ثورة سبتمبر مأثرة إلى الأبد في التاريخ ودليلا أيضا على انتصار الحرية على العبودية.
علينا أن نتذكر أن هذا النصر تم تحقيقه بتضحيات ضخمة بعد أن كانت الإمامة قد أزهقت الآلاف من اليمنيين. ومن البديهي القول، إن الحياة تتطلب اليوم تعزيز القدرة والتلاحم بين أحفاد الجمهوريين. وعلينا أن نفخر بكل جندي وضابط أينما كانوا في أرض الجمهورية اليمنية وكانت بنادقهم موجهة إلى صدور الحوثيين. بهؤلاء سنحمي اليمن ونحن معهم وعلى نفس الطريق الذي سلكه آباؤنا مع الضباط الأحرار الذين انتصروا للحرية وأسقطوا العبودية.
لقد ذهب أحرار سبتمبر نحو عصر جديد تحطمت فيه العبودية وارتفع علم السيادة الوطنية والإنسانية. نحن اليوم أمام عصابة تبحث عن سيادتها وتفرط بسيادة اليمن وشعبه. ليس أمام اليمنيين إذا أرادوا السلام إلا أن يهزموا هذه العصابة. وهزيمتها سهلة للغاية إذا توفرت الإرادة.
هذه العصابة تحتقركم أيها اليمنيون. وليس أمامكم من خيار سوى احتقارها لأنها حقيرة في الأصل. تذكروا دوما أنكم الأعلون وأنكم الأكثر عددا. ولو بصق كل يمني في وجه كل حوثي قبيح لأزلتم هذا القبح ببصاقكم. على طريق أحرار سبتمبر سائرون. ومزبلة التاريخ لهذا القبح الذي لوث حياتنا هي المستقر الأخير.