العالم يتقدم للأمام ووصل للفضاء والأقيال يشتوا يرجعونا للوراء إلى ما قبل 3 آلاف سنة عهد أسعد الكامل، والتبع اليماني، وشمريهرعش، كيف تشتونا نكون معهم؟ من يصدق أن هذه مفاهيم بعض من نصنفهم بالمثقفين الجمهورين للهوية القومية بل أنها قناعاتهم!.
بناءً على ما سبق ذكره، فإن المسؤولية، القومية والأخلاقية، تلزمنا أن نجيب على هذه التساؤلات، بشيء من الاقتضاب، لأن الإسهاب في موضوع الهوية القومية، والماضي والحاضر والمستقبل، على ضوء المشروع القومي اليمني، سيحتاج إلى كُتب لشرحه، لكن ما يمنعنا هو أن تجربتنا الثقافية تؤكد لنا أن الأغلبية لا يحبذون قراءة المقالات الطويلة نسبياً مهما حوت من فائدة فكرية، فكيف إذا كانت طويلة بصورة مئوية؟ لهذا سنشرح هنا بإيجاز شديد وبالقدر الذي تسمح به محورية فكرة الهدف من دعوة الأقيال العودة إلى الماضي وهو هدف واحد ضمن حزمة من الأهداف القومية يقول سبنوزا:
"لا يمكن لأي مجتمع الخروج من مستنقع الصراعات الأهلية والتخلف والانحطاط الذي وصل إليه ونكباته عن دورة التاريخ من دون وجود إرث حضاري يوظفه على نحو إيجابي في الحاضر لنهوض المجتمع صوب المستقبل".
يعتقد الأقيال بضرورة بناء إستراتيجية الحاضر على ضوء رؤية قومية تستند إلى إرث اليمنين الحضاري المتمثل بحجم التراكم الثقافي والنفسي والقيمي في محيطهم الجغرافي الذي يميز وجودهم ويحدد مكانتهم بين الشعوب المتقدمة عالمياً. إذاً يتضح بأن هدف الأقيال من استدعاء الماضي هو استثمار طاقات اليمنين الكامنة، وتعيين مصادر قوتهم الأساسية لتوظيفها في الحاضر، من أجل الخروج من مستنقع الدم والدمار والخراب والجهل والتخلف الذي فرضته السلالة الهاشمية الكهنوتية على شعبنا اليمني العظيم بحضارته، وبعث طاقات تراكمية، تشكل إرث اليمنين الحضاري يمكن وصفها بالمحمول غير المرئي المتوارث من عوامل المحيط أحد مكونات منظومة الوعي الاجتماعي في اللاوعي الاجتماعي تنهل من خزين الموروث الثقافي والنفسي والقيمي، على أرض الواقع.
فكلما ترسخ انتماء اليمنين إلى الأرض اليمنية تعزز حق الادعاء بإرث الأجيال السابقة كونها تنتمي إلى الأرض نفسها، على نحو أكبر من انتمائها إلى الطائفية والمناطقية والجهوية و المكونات السياسية التي ساهمت إلى جنب عوامل أخرى في تدمير اليمن أن المواطنة انتماء إلى وطن بهويته القومية وإرثه الحضاري، فالهوية تعدّ تعريفاً لمواطنة ودالة انتماء إلى وطن الحاضر الوريث الشرعي لإرث الماضي الحضاري أن حقن وجدان المجتمع اليمني بإرث الماضي الحضاري الشاخص في الحضارة الإنسانية يمنح الجيل الحاضر قوة معنوية، تمكنه من مقاومة صلف الكهنوت والاحتلال وتوظيف مكوناته، للنهوض بالحاضر ليكون معادلاً لفخر الماضي السبئي والحميري وجسراً للتواصل الحضاري إلى المستقبل.
على خلافه فإن عدم توظيف عناصر القوة لإرث الماضي على نحو فعال في صناعة الحاضر ضعف قوة المقاومة ويكرر إنتاج مستقبل مظلم. أن جزءاً مما نحن فيه اليوم هو سبب إغفال الدولة والنخبة اليمنية والأحزاب والمكونات السياسية لعناصر قوة المجتمع الكامنة أسس إلى قطيعة مع إرث اليمنين الحضاري الذي يمنحهم شعوراً على نحو لاواعي الانتماء إلى وطن وموروث حضاري يساهم على نحو إيجابي في صناعة الحضارة الإنسانية.